الفيلمان الجديدان اللذان يعرضان فى مصر الآن «هليوبوليس» أول فيلم روائى طويل من إخراج أحمد عبدالله السيد، و«تلك الأيام» من إخراج أحمد غانم، من التجارب الفنية المهمة التى شهدتها السينما المصرية فى السنوات العشر الأولى من القرن الميلادى الجديد، وإن تم إنتاج الأول فى العام الماضى، وتم إنتاج الثانى هذا العام. ويختلف الفيلمان من حيث إن «هليوبوليس» صوّر «ديجيتال» وتحول إلى سينما وتم إنتاجه بواسطة شركة المخرج شريف مندور الصغيرة، أما «تلك الأيام» فصور سينما وتم إنتاجه بواسطة شركة المنتج محمد العدل الكبيرة وبدعم من وزارة الثقافة، ويجمع بين الفيلمين أنهما من توزيع شركة الفنانة إسعاد يونس، وهى القاسم المشترك بين كل التجارب الجديدة، وتؤكد بذلك أنها فنانة بحق، ومن القيادات المثقفة القليلة فى صناعة السينما فى مصر. من الناحية الفنية كتب أحمد عبدالله السيد سيناريو فيلمه مباشرة للسينما من دون أصل أدبى، وقد شرفت بعضوية لجنة تحكيم مسابقة ساويرس الأولى للسيناريو، التى كان يرأسها الكاتب الكبير وحيد حامد، ومنحت الجائزة لسيناريو «هليوبوليس» وسيناريو «واحد - صفر» الذى كتبته مريم نعوم وأخرجته كاملة أبوذكرى، ولكن مع الأسف بينما قدرت لجنة تحكيم المهرجان القومى الشهر الماضى فيلم «واحد - صفر»، لم تقدر «هليوبوليس»، بل لم تقدر «عين شمس» الذى فتح آفاقاً جديدة للسينما المصرية. أما «تلك الأيام» فقد كتبه أحمد غانم مع علا عزالدين حمودة عن رواية بنفس العنوان لوالده فتحى غانم (1924 - 1999) أحد أعلام الأدب والصحافة فى مصر فى القرن العشرين، وقد كان لى أيضاً شرف المشاركة فى عضوية لجنة تحكيم مسابقة دعم وزارة الثقافة الأولى برئاسة الناقد الكبير على أبوشادى، التى اختارت الفيلم ليدعم مع أفلام أخرى. ساندت عايدة عبدالعزيز «هليوبوليس»، وساند محمود حميدة «تلك الأيام»، وكلاهما من أعمدة فن التمثيل مع الممثلين الجدد فى الفيلمين، ومنهم أحمد الفيشاوى الذى يبدأ بداية جديدة مع «تلك الأيام»، وفى «هليوبوليس» تلمع حنان مطاوع، وتؤكد يسرا اللوزى مع خالد أبوالنجا أنهما يمثلان الروح الجديدة التى بعثها المستقلون فى السينما المصرية، بعيداً عن مقاييس السوق السائدة، وهم من دون شك صناع المستقبل. [email protected]