هددت 68 أسرة نوبية فى مدينة أبوسمبل بالاعتصام أمام محافظة أسوان، وإقامة دعاوى قضائية ضد وزارة الثقافة، فى حال قيام صندوق إنقاذ آثار النوبة بفسخ عقود تأجير البازارات الواقعة بمنطقة معبد أبوسمبل التى تم إبرامها معهم منذ عام 2001، وعمل مزاد لتأجيرها لعدد من كبار المستثمرين والشركات السياحية. فى المقابل نفت رئيسة صندوق آثار النوبة هذا الادعاء، مؤكدة أنه لن يضار أحد من أصحاب البازارات. وقال أحمد سهيل من أهالى النوبة المستأجرين للبازارات، إن وزارة الثقافة تنظر إلى النوبيين ب«دونية»، وأرادت أن تطبق مبدأ جديدا فى استغلال هذه البازارات لكنها لم تجد سوى أهل النوبة لتحولهم إلى «فئران تجارب، على اعتبار أنهم الفئة التى تتذيل قائمة الفئات المهمشة، التى لن يصل صوتها إلى المسؤولين». وأوضح سهيل أن هؤلاء المستأجرين من السكان الأصليين للمنطقة، وكانوا يعملون فى تجارة «العاديات السياحية» منذ نقل المعبد إلى مكانه الجديد، سواء من خلال عرض المنتجات على الأرض أو فى أكشاك. وبعد تطوير المنطقة وبناء البازارات، تم عمل كشوف حصر للباعة الذين كانوا يفترشون طريق المعبد بمعرفة اللجنة المشكلة بقرار من محافظ أسوان، وضمت فى عضويتها ممثلين عن وزارة الثقافة وهم: الدكتور كمال بركات مدير صندوق آثار النوبة سابقا، وعلى الأصفر مدير عام آثار أسوان والنوبة وأيمن عبدالمنعم المدير الأسبق لمكتب وزير الثقافة، ورأت اللجنة أن يتم تأجير المحال لهم مراعاة للبعد الاجتماعى لهؤلاء السكان من أبناء المنطقة. وقال إبراهيم فاروق إن المستأجرين فوجئوا بصندوق آثار النوبة يخطر 7 محال بأنه لن يجدد لهم، على أن يتم إخلاء بقية المحال فى يوليو المقبل استعدادا لتأجيرها، مشيرا إلى أن مجلس مدينة أبوسمبل رفع مذكرة عاجلة لمحافظ أسوان أبدى فيها انزعاجه من هذا التصرف، وطالب بضرورة مراعاة البعد الاجتماعى لهؤلاء المستأجرين والاستقرار الأسرى والعائلى لهم. وأكد ناصر فؤاد إن الأهالى سيتصدون لوزارة الثقافة عن طريق إقامة دعاوى قضائية ضدها بالإضافة إلى الاعتصام أمام مبنى المحافظة، مشيرا إلى أنهم لن يسمحوا لأحد بالمساس بمصدر رزقهم، ومنوها فى الوقت نفسه إلى أن الأهالى على استعداد لرفع القيمة الإيجارية لهذه المحال فى حدود المعقول، وبما يتوافق مع التشغيل الموسمى للرحلات السياحية للمدينة. فى المقابل، قالت جيهان زكى، رئيس صندوق آثار النوبة، التى تولت مسؤولية الصندوق قبل أسبوع واحد: «هذا الكلام عار من الصحة، وقد أوقفت تماما كل هذه الإجراءات بعدما توليت رئاسة الصندوق، ولن يضار أى فرد فى هذا المكان، وفقا لاستراتيجية وزارة الثقافة الرافضة تأجير البازارات لشركات سياحية ومستثمرين، خاصة أن القائمين عليها من أهالى النوبة أنفسهم». وأضافت جيهان ل«المصرى اليوم»: «أول الملفات التى درستها كانت خاصة بهذه البازارات، وستتم إعادة جميع الإجراءات القانونية وضم المستندات بما يضمن حقوق هؤلاء الأسر»، مؤكدة أن هذا الملف سينتهى الأسبوع المقبل، ويتم التأكد من عدم تضرر أى فرد.
