تباينت ردود أفعال قيادات أحزاب المعارضة حول خطاب الرئيس مبارك، أمس، بمناسبة عيد العمال، فمنهم من اعتبر حديث الرئيس عن الحراك السياسى فى خطابين خلال أسبوع واحد دليلاً على فزع النظام من الحراك الذى تشهده مصر، ومنهم من اعتبره تأكيداً على رفضه التعديلات الدستورية التى تطالب بها القوى السياسية. وصف الدكتور على السلمى، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، خطاب الرئيس ب«الجيد»، مؤكداً أن من يرفع شعاراً لابد أن يوضح آليات العمل على هذا الشعار، وحزب الوفد ينادى بكل ما ذكره الرئيس. وقال: إذا تيسر للناخب الذهاب إلى صناديق الاقتراع، وأجريت الانتخابات بحرية، فهذا دليل على الديمقراطية والنزاهة، ولكن كيف هذا فى ظل قانون الطوارئ، وأضاف: سنعتبر ما ذكره الرئيس عن أن الانتخابات ستكون نزيهة وعداً رئاسياً. وأوضح عبدالغفار شكر، عضو المكتب السياسى لحزب التجمع، أن النظام ليس لديه ما يقدمه للعمال ويصر على ترديد عبارات تقليدية لا تحمل أى جديد، لافتاً إلى أن الشعب المصرى عليه أن يلتفت إلى الحقيقة الكبرى التى يعيش فيها وهى أن غالبية أفراده يعيشون فى الفقر والبطالة والاختلال الشديد بين الأجور والأسعار، فالشعب المصرى يسعى إلى التغيير لإدراكه الحقيقة كاملة، لكن الخطاب الذى جاء مخيباً للآمال لم يبد أى استعداد لحل مشاكل المصريين. وقال شكر إن النظام المصرى طول الوقت يصف مطالب الحركة الديمقراطية والاجتماعية بأنها شعارات كوصف تقليدى يحاول به إلهاء الناس عن المعاناة الحقيقية التى يعيشون فيها، وحديثه عن انتخابات مقبلة حرة ونزيهة ليس إلا كلام عام لا يتماشى مع التعديلات الدستورية التى كانت خطوات للخلف ويعتبر وعداً غير قابل للتحقيق لعدم وجود أى ضمانات له لأن الانتخابات لن تجرى إلا بإشراف وزارة الداخلية واللجنة العليا للانتخابات ليست لها سلطة حقيقية فى إدارة العملية الانتخابية. وقال الدكتور محمد أبوالعلا، نائب رئيس الحزب الناصرى، إن كل ما أكد عليه الرئيس فى خطابه تنادى به الأحزاب السياسية، ولكن لابد من آليات لتنفيذه، فلابد من تعديل الدستور وإجراء إصلاح سياسى وعودة الإشراف القضائى على الانتخابات، والعمل بنظام القائمة النسبية، وأضاف: إذا لم تتحقق هذه المطالب فلا علاقة لما ذكره الرئيس بأرض الواقع. وأوضح أبوالعلا أن الخطاب لا جديد فيه، والحدث الجديد هو الحراك السياسى الموجود فى البلد الآن والذى نرجو أن يشعر به الرئيس. قال أيمن نور، مؤسس حزب الغد، إن حديث الرئيس يؤكد عدم نيته فى إجراء تعديلات دستورية قبل الانتخابات، لافتاً إلى خلو الخطاب من أى خطوة للأمام، وقال إن الرئيس أكتفى بالدفاع عن النظام دون أن يقدم مبررات جديدة لبقائه وأنه لم يخاطب المستقبل، بل خاطب الماضى فقط. وأضاف نور أن مصر أصبحت لا تتقدم بقدر ما تعود للخلف، فالديمقراطية كادت تتحقق فى 2005، لكنها بدأت فى التراجع منذ عام 2007، مشيراً إلى أن الرئيس مبارك يدعو لعدم الخلط بين التغيير والفوضى، ونحن ندعوه لعدم الخلط بين التراجع والتقدم، وبين حالة التغيير واللاتغيير التى تعيشها مصر منذ 29 عاماً. وعن سؤال الرئيس عما قدمته المعارضة للفقراء ومحدودى الدخل علق نور: نرد على الرئيس مبارك السؤال نفسه، ونسأله ماذا قدم سيادته للفقراء غير المزيد من الفقر والبؤس واليأس من الخروج من الفقر، مؤكداً أن الفقراء فى مصر لن ينقذهم سوى تفكيك شبكة الفساد الذى تراكم على حساب الفقراء.