«هوليوود» فى أمريكا و«بوليوود» فى الهند.. هذه سطور فى تأسيس «موليوود».. المكانة العالمية للسينما المصرية. (1) مرة ثالثة.. أود أن أقول بوضوح.. إن السينما أخطر من أن تترك فى أيدى السينمائيين. (2) لا مستقبل للسينما فى مصر إذا ما بقيت خريطة القوة فى الإنتاج والعرض والتوزيع كما هى الآن.. ولا أمل إلا بتدمير هذه الخريطة وتغيير معالمها تماماً.. وتحرير السينما من أيدى حفنة من العصابات تحظى بنصيب وافر من التفاهة والحقارة معاً. أما التفاهة فواضحة من عدد من الأفلام التى لا ترقى لمستوى عبث الصبية على كاميرا أجهزة الموبايل.. أو حتى عبث مصورى الأفراح الرديئة فى المجتمعات الأقل احتراماً. وأما الحقارة.. فتأتى من قصص لا حصر لها عن عالم التحرشات والابتزاز والخطايا.. وعن معايير دخول الوسط والبقاء فيه. لقد سمعت قصصاً مروعة.. تمثل صدمة حتى لذوى الأخلاق الوضيعة. وتحت خرافة «الفن».. «المجال».. «الشغلانة».. «الصنعة».. وخرافات العبقرية والانحراف والجنون.. باتت لغة «الوسط» هى الأسوأ فى كل الأوساط، وأصبحت قصص التحلل فى العلاقات الداخلية أكبر كثيراً منها فى «هوليوود».. ولم تعد تلك القصص تمثل «فضائح» مثيرة.. لأنها باتت للبعض طريقة حياة. إزاء ضربات «الوسط» القوية على الموهوبين والمحترمين والمثقفين من أبنائه.. طغت العملة الرديئة.. وتراجعت العملة الجيدة. ثمة فى الوسط رجال عظام ونساء عظيمات، وثمة فيه من يتمتع بموهبة طاغية وشخصية متوازنة.. ولكنهم مثل كل النخب الحقيقية فى البلاد.. يعيشون فى رباط دائم.. قتال مستمر من أجل البقاء. (3) هل يمكن أن ينتج «وسط» كهذا سينما عظيمة؟ قولاً واحداً: لا.. ولا حتى سينما عادية.. بل سينما السداح مداح.. مال وشهرة.. من كل الجهات وفى أسرع الأوقات! حان الوقت لاستعادة القوة الناعمة التى تلاشت.. ولكن السوق الحرة لن تأتى إلا بما أتت به.. والرأسمالية السينمائية لن تنتج إلا ما أنتجنا ولن تعرض إلا ما عرضنا ولن توزع إلا ما وزعنا. إننى ليبرالى لدى قناعات بقيم عديدة فى النظرية الرأسمالية.. لكننى أعترف فى أسى.. أن الرأسمالية السينمائية فشلت فى مصر.. وأنه لا مستقبل للسينما المصرية مع بقاء نظرية السوق والعرض والطلب.. لقد انتعشت السوق بأسوأ عرض وأسوأ طلب.. حان الوقت لأن نقول لا.. حان الوقت لتدخل الدولة.. وربما حان الوقت لتفكير أخطر وأجرأ وأشرس.. تأميم السينما فى مصر. [email protected]