«هوليوود» فى أمريكا و«بوليوود» فى الهند.. هذه سطور فى تأسيس «موليوود» المكانة العالمية للسينما المصرية. (1) مرة أخرى.. أود أن أقول بوضوح: إن السينما أخطر من أن تترك فى أيدى السينمائيين. (2) لا أعتقد أن الفكر السينمائى الأمريكى يديره المخرجون وكتاب السيناريو وحدهم. وظنى أن «هوليوود»، وهى رأس القوة الناعمة الأمريكية، إنما تدير أعمالها الكبرى التى تصيغ شخصياتها العامة ساسة ومفكرين وأجهزة تعرف تماما ماذا تريد ومتى تريد وممن تريد. إن صورة اليابانيين فى السينما الأمريكية ليست رؤية الكتاب والمخرجين وحدهم، كما أن صورة الصينيين والروس واليهود - وبالطبع صورة العرب والمسلمين - ليست متروكة تماما لقناعات أهل الصنعة. إن تحولات السينما الأمريكية تجاه خصومها وحلفائها، وإعلاءها من قضايا وإهمالها أخرى، لابد أن يكون نتاج المؤسسة السياسية والمؤسسة السينمائية معاً. ذكرت من قبل أننى، أثناء زيارتى لمبنى الإذاعة الأمريكية الحكومية «صوت أمريكا» - وكنت فى واشنطن ودعانى أحد أصدقائى لزيارته فى مكتبه بصوت أمريكا، وكان ذهولى شديداً حين وجدته يخفض الصوت عند الحديث عن بوش والمحافظين الجدد ويطلب منى ذلك أيضاً - لم أتخيل موقفا كهذا فى مكان كهذا. والأحرى أن يكون الموقف أكثر سوءاً فى جبهات أكثر قوة وانتشاراً.. ومن الصعب تخيل أن بوش يمضى فى طريق وتمضى السينما الأمريكية فى طريق، أو أن تكون المسافة شاسعة بين المؤسسة السينمائية والمؤسسة السياسية. (3) لا شك أن جانباً من السينما الأمريكية يمكنه أن يمضى فى الطريق الذى يشاء، ولا شك أنه ليس من قيم الحرية أن تصبح السينما صوت السياسة.. أو أن يصبح كتاب السيناريو والمخرجون جزءاً من السلطة.. يتلقون وينتجون ويعرضون. لكن الأوقات العصيبة للأمم والشعوب يجرى فيها إدارة الحرية بما يناسب السياسات الطارئة.. وهنا، بالضبط، لا يمكن ترك السينما فى أيدى السينمائيين. (4) المشهد السينمائى فى مصر أقل من مستوى النقاش.. ثمة أفراد لا قيمة لهم يديرون العقل والذوق فى مصر، ثمة منتجين لا يصلحون لأن يكونوا مشاهدين.. وثمة خطباء عن الحرية ومدافعون عن العشوائيات ومتعاطفون مع التحلل الجنسى.. ثمة بلهاء جعلوا من ركيك اللغة إطارا للضحك، من أنواع المخدرات ركائز فى خفة الظل وروعة الحياة. السينما المصرية فى خطر، كما أن السياسة فى خطأ.. يقود الخطأ الخطر، ويأنس الخطر بالخطأ.. باتت مصر، سياسة وسينما، أسيرة تحالف واسع من العملاء والجهلاء.. صفر + صفر = صفر! [email protected]
