«خيركم خيركم لأهله.. وأنا خيركم لأهله» إنه حديث صحيح من أحاديث نبى الإسلام عليه الصلاة والسلام، وقد أعجبنى جداً، لأن به عددا من المعانى الجميلة، وأول ما يلاحظ هنا كلمة «خيركم» التى تكررت ثلاث مرات، وذلك لأهمية هذا الموضوع مع أن الحديث ذاته قصير جداً. والأمر الثانى اللافت للنظر أنه لم يربط صلاح الإنسان فى هذا المقام بمدى إيمانه وتفوقه فى العبادات، بل أكد بهذا الحديث الشريف أن البر بالأهل يأتى فى المرتبة الأولى، فهو يتقرب إلى الله بمودته لأهله وحسن صلته بأقرب الناس إليه. وفى حياتنا النكدة يلاحظ أنه ليس هناك تلازم بين التدين وحسن معاملة شريك العمر!! بل تجد بعض المتدينين يعاملون زوجاتهم أسوأ معاملة! و«سى السيد» مفترض أنه متدين بطبيعته!! لكنه تدين شكلى لأننا فى عالمنا العربى المتخلف الذى ينتمى إلى العالم الثالث نأخذ الأمور بسطحية حتى فى علاقتنا بربنا!! وقد نفى إمام عصره فضيلة الشيخ محمد الغزالى - رحمه الله - أن ينسب ذلك إلى الإسلام، بل أرجعه إلى عقلية الرجل الشرقى!! أما إسلامنا الجميل فتجده «حاجة تانية»! ورأينا «ابن عباس» الذى ينتمى إلى عائلة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يقول دون خجل: «إننى أتجمل لامرأتى كما تتزين لى». يعنى حضرته بتعبير حياتنا الحديثة إنسان مودرن أو جنتلمان يعرف كيف يجذب نصفه الآخر إليه! ومن أعجب الأحاديث التى تدعو إلى تدليل شريك العمر ما قاله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يوماً لأصحابه بأن الإنسان يأخذ ثواباً دينياً عندما يقضى شهوته مع امرأته وتستمتع به! فالسماء فى هذه الحالة تكون راضية عنه وتكافئه على ذلك وبالطبع من حق كل من استمع إلى هذا الكلام النبوى أن يتعجب، وسأله الصحابة فى دهشة: طيب ليه؟ أو بالتعبير الفصيح: كيف يفوز بثواب دينى وهو يقضى شهوته؟ يعنى الأمر دنيوى بحت يدخل فى دائرة الإباحة.. إن شاء فعله وإن تركه فلا لوم عليه! فما دخل السماء فى هذا الموضوع كله من أوله إلى آخره!!. وكانت إجابة سيدنا النبى عليه الصلاة والسلام ذكية للغاية! حيث قال لهم ما معناه أنه إذا قضى شهوته فى الحرام كان عليه وزر وعقاب ونال غضب السماء! فلماذا لا يكافأ إذا فعل الشىء الصحيح وقضى ليلة حلوة مع امرأته بدلاً من أن يزنى! ومن الضرورى وأنا أكتب عن خواطرى حول حديث «خيركم لأهله» التحذير من ذي الوجهين.. وجه جميل مع الناس، وآخر مختلف تماماً داخل بيته! فتراه آخر ذوق مع الغرباء، فالأمر لا يخلو من بيزنس أو مصلحة ما تفيده فى الدنيا!! بينما تراه مع شريكة العمر بشخصية أخرى، فلا يحرص كثيراً على إرضائها، ونادراً ما يقول كلاما معسولا لزوجته مع أن الناس تقول عنه إنه إنسان لطيف!! لكن الحقيقة غير ذلك، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: حيث قال «خيركم خيركم لأهله.. وأنا خيركم لأهله».. يعنى قدوة جديراً بالاتباع.
