الميليشيات المسيحية ودعاة «تفوق الجنس الأبيض» يتزايدون

أدت واقعة القبض على 8 من أعضاء ميليشيا مسيحية فى مدينة ديترويت بولاية ميتشجان الأمريكية، إلى فتح الباب مرة أخرى حول نفوذ وأخطار قوى جماعات اليمين المتطرف «الوطنية» فى الولايات المتحدة، وما تسمى ب«ميليشيات البيض» العنصرية، إذ علق كثير من الصحف الأمريكية على الواقعة، قائلة إنها تكشف زيادة تسلح هذه الميليشيات، بما يشكل خطراً داهماً داخل الولايات المتحدة مع تهديداتها الدائمة بمهاجمة المهاجرين والسود، وكل من يخالفهم الاعتقاد والإيمان، أو من يعتبرونه «ضد المسيح».
وحذر الإعلام الأمريكى من أن أفكار مثل هذه المنظمات ذات التوجهات المتطرفة، التى تمارس نشاطها حالياً فى البلاد، تتراوح بين الإيمان بالتفرقة العنصرية، وكراهية اليهود والعرب والمسلمين والمنحدرين من أصول لاتينية، بل إن بعضها يرفض الأفكار الاشتراكية، التى يعتقد أنها تسيطر على فكر الرئيس باراك أوباما، ويمجد الفكر النازى.
كانت سلطات ولاية ميتشجان قد وجهت تهماً بالتآمر لقتل أفراد شرطة وشن حرب على الإدارة الأمريكية إلى 9 من أعضاء تنظيم مسيحى متطرف يطلق على نفسه ميليشيا «هوتارى»، وقبضت المباحث الفيدرالية على 8 منهم، بينما هرب التاسع، ووجهت لهم 5 تهم منها: التآمر ضد الحكومة واستخدام أسلحة دمار شامل وتعليم طرق صنع المواد المتفجرة واستخدام أسلحة نارية خلال ارتكاب جريمة عنف.
وفى اتصال ل«المصرى اليوم» بمركز المباحث الفيدرالية بواشنطن، أفاد الضابط آندرو إرينا، الذى قام بالقبض على المجموعة فى ديترويت، بأن «هوتارى» تخطت الحدود الحمراء بتخطيط زعيمها ديفيد براين ستون، بالاستيلاء على 4 قرى كاملة فى جنوب ميتشجان، والتخطيط لقتل رجال شرطة، واستدراجهم وشن هجوم ضد الدولة.
وأوضح أن الدستور الأمريكى يكفل لكل مواطن حقه فى حمل السلاح للدفاع عن نفسه كحق دستورى، لكنه يمثل أمام القضاء عندما ينتهك هذا الحق بارتكابه جريمة قتل، وأوضح أن المتهمين قد يواجهون عقوبة السجن مدى الحياة، وأوضح أن المباحث الفيدرالية بدأت فى مراقبتهم منذ أغسطس 2008، بعد أن تزايدت تهديداتهم لأفراد الشرطة، موضحاً أنه تم وضع خطة لاستدراجهم دون أسلحتهم لإلقاء القبض عليهم دون مواجهات.
فى المقابل، رفض أعضاء الميليشيات الرد على محاولات اتصال «المصرى اليوم» بهم واكتفوا بإرسال بيان مقتضب عبر البريد الإلكترونى قالوا فيه: «إن ميليشيات جنوب شرق ميتشجان للمتطوعين تشجب وتدين أى تهديدات تصدر ضد أعضاء الميليشيا».
وتؤمن «هوتارى» وغيرها من دعاة «تفوق الجنس الأبيض»، بنظرية المؤامرة، بحسب ما قال تيشب بيرليت، الخبير بمركز الفقر بولاية ماساشوستس، ل«المصرى اليوم». وقال إن نشاط هذه الجماعات بشكل عام تزايد منذ مجىء باراك أوباما إلى رئاسة الولايات المتحدة، حيث ارتفع عددها من 149 إلى 512 مجموعة من الميليشيات شبه العسكرية خلال العام الماضى فقط.