شهدت الأزمة السياسية فى قرغيزستان تصعيداً خطيراً أمس، مع ازدياد حدة المواجهات بين قوات الأمن والمعارضة التى تدعو إلى استقالة الرئيس كرمان بك باكييف، متهمة نظامه بالفساد والسعى إلى إسكات وسائل الإعلام المستقلة، فبعد ساعات من مصادمات بين قوات الشرطة ومتظاهرين سعوا إلى اقتحام القصر الرئاسى فى العاصمة بشكيك، أسفرت عن مقتل نحو 50 شخصاً على الأقل، لقى وزير الداخلية القرغيزى مولود موسى كونجانتيف مصرعه فى بلدة تالاس، شمال غرب البلاد، بعدما حاصره متظاهرون وانهالوا عليه ضرباً، بحسب مصدر فى الوزارة. وكان نحو 5 آلاف من أنصار المعارضة القرغيزية قد توجهوا أمس، فى مظاهرة نحو القصر الرئاسى فى العاصمة بشكيك، وأفاد مسؤولون فى خدمات الطوارئ بأن 50 شخصاً على الأقل لقوا مصرعهم وأصيب نحو 142 آخرون بعد وقوع اشتباكات بين المحتجين، الذين حاولوا اقتحام قصر الرئاسة، وقوات الأمن، التى أطلقت النار والغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود، فى حين لا يُعرف مكان وجود باكييف. وفى الوقت الذى سيطر فيه مئات المتظاهرين من أنصار المعارضة على مقر التليفزيون فى بشكيك، مما أدى إلى توقف بث جميع المحطات، أعلن رئيس الوزراء القرغيزى دانيار أوسينوف فرض حالة الطوارئ فى عموم البلاد، واتهم المعارضة بمحاولة تنظيم «انتفاضة مسلحة»، محذراً من أن «كل محاولة من هذا النوع ستقمع بقوة، وسيُعاقب الضالعون فيها». ولاحقاً، اقتحم حوالى ألف شخص مكتب المدعى العام فى بشكيك وحطموا نوافذه ومعداته، وذكرت تقارير إعلامية أن الطابق الأول من مقر النيابة العامة اشتعل، فيما احتل متظاهرون مبنى برلمان قرغيزستان، كما ذكرت وسائل إعلام محلية أن متظاهرين احتجزوا نائب رئيس الوزراء القرغيزى عقيل بك جبروف رهينة فى مدينة تالاس، التى كانت قد شهدت وقوع أعمال شغب، حيث اقتحم نحو 1500 شخص أمس الأول، مقر الإدارة الإقليمية فى البلدة واحتجزوا حاكماً إقليمياً رهينة لعدة ساعات، بينما ردت السلطات فى بشكيك على الاحتجاجات باعتقال عدد من زعماء المعارضة، بمن فيهم رئيس البرلمان سابقاً عمر بك تيكيباييف، والمرشح السابق فى الانتخابات الرئاسية الماز بك حاتمباييف. كان الائتلاف المعارض «الحركة الشعبية الموحدة» قد دعا الاثنين الماضى، إلى مظاهرات فى جميع أنحاء البلاد ضد باكييف، الذى تولى السلطة قبل 5 سنوات عقب ثورة تخللتها أعمال عنف، واعداً باعتماد الديمقراطية فى قرغيزستان، لكن من حينها التحق معظم رفاقه بالمعارضة متهمين إياه بالاستبداد والمحسوبية.