اقتحم مئات المحتجين التايلانديين من أصحاب «القمصان الحمراء» فناء البرلمان لفترة قصيرة، أمس، مما أجبر الوزراء على الفرار مستخدمين طائرات هليكوبتر، وزاد من الضغوط فى الاحتجاجات المستمرة منذ 4 أشهر للدعوة لحل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة، بينما أعلنت الحكومة التايلاندية حالة الطوارئ فى العاصمة بانكوك. وتراجع أصحاب «القمصان الحمراء» من أنصار رئيس الوزراء المخلوع تاكسين شيناواترا فى وقت لاحق، لكن عشرات الآلاف مازالوا فى حى التسوق الرئيسى فى العاصمة بانكوك، رافضين أوامر مغادرة المكان قبل أن يحل رئيس الوزراء أبهيسيت فيجاجيفا البرلمان. واخترق المحتجون، الذين كانوا يحتشدون أمام بوابات مجمع البرلمان المترامى الأطراف - والذين قدرت وكالة الأنباء الفرنسية عددهم بنحو 5 آلاف شخص - طوقاً فرضته شرطة مكافحة الشغب. وعندما اقتحم بعض أصحاب «القمصان الحمراء» البوابة الحديدية، اختفت الشرطة وتدفق المئات على فناء البرلمان، منهم عشرات كانوا يركبون شاحنة وصلت للمدخل الرئيسى. وواجه المتظاهرون قوات أمن خارج أبواب البهو، لكنهم انسحبوا بعد نحو 20 دقيقة فقط، ليتجمعوا مرة أخرى أمام البوابات حاملين مسدسات وحاويات غاز مسيل للدموع، قالوا إنهم استولوا عليها خلال اشتباك مع الشرطة العسكرية، ودعا المتظاهرون سوتيب توجسوبان، نائب رئيس الوزراء، المسؤول عن الأمن، للخروج إليهم ليقدم تفسيراً حول قيام رجال أمن البرلمان بإلقاء قنبلتى دخان على المتظاهرين. وكان الوزراء عقدوا اجتماعا داخل مبنى البرلمان فى وقت سابق، لكنهم غادروا المكان قبل أن يقتحمه المحتجون. وغادر توجسوبان وعدد آخر من الوزراء المكان بطائرات هليكوبتر، وأثار الاقتحام الرعب بين النواب أيضا، ففر أغلبهم. وصور التليفزيون التايلاندى، وزير السياحة، تشومبول سيلابا (70 عاما)، وهو يتسلق سور البرلمان على سلم وضع لمساعدة النواب الفارين. وبعد فرار النواب، جرى إقناع المتظاهرين بمغادرة مبنى البرلمان، فيما قال المعارض كوركايو بيكولتونج للمحتجين عبر مكبر للصوت «حققنا مهمتنا اليوم»، وقال زعيم المحتجين ناتاووت سايكوا بعد أن أبلغ الحشود بأنهم سينقلون الاحتجاجات إلى المستوى التالى «ابتداء من اليوم سنستهدف بممارساتنا الأشخاص والأماكن والأنشطة المتصلة بالسيد أبهيسيت».