على الرغم من مرور ما يزيد على 16 شهراً على فوز باراك أوباما برئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، فإن حدث جلوس رجل أسود على قمة هرم السلطة فى أقوى دول العالم، لايزال شغل السياسيين، وفى هذا الإطار أصدر الكاتب «جابارى آسيم» كتابا بعنوان «ماذا يعنيه أوباما.. لثقافتنا وسياستنا ومستقبلنا» ويلقى فيه الضوء على بعض العوامل التاريخية والمعاصرة التى مهدت الطريق لباراك أوباما ليصبح أول رئيس أمريكى من أصول أفريقية كما يتناول بالتحليل ما يمثله هذا الحدث للمجتمع الأمريكى وما قد يترتب عليه من تغيرات اجتماعية وسياسية وثقافية. يرى الكاتب أن فوز أوباما بالانتخابات الرئاسية الأمريكية فى نوفمبر 2008 لم يأت من فراغ بل تتويجا لجهود كل الناشطين السياسيين الذين ناضلوا على مدى العقود الماضية من أجل حصول الأمريكيين السود على جميع حقوقهم. يخص آسيم بالذكر شيرلى شيشولم، أول امرأة سوداء انتخبت فى الكونجرس الأمريكى التى أعلنت فى 1972 رغبتها فى خوض الانتخابات الرئاسية ممثلة عن الحزب الديمقراطى. كتبت شيشولم فى مذكراتها أنها رشحت نفسها رغم انعدام فرصتها فى الفوز من أجل كسر الحاجز النفسى الذى كان يمنع الأمريكيين السود من مجرد التفكير فى خوض معترك الانتخابات الرئاسية رغم حقهم الدستورى فى ذلك. كما يشير الكاتب إلى أنه بالرغم من فشل القس جيسى جاكسون فى سعيه للحصول على لقب المرشح الرئاسى الديمقراطى فى عامى 1984و1988 فإنه فى المرة الثانية حصل على 6.9 مليون صوت مما أثبت للدوائر السياسية جدية المرشحين السود وأجبر الجميع على احترام ثقلهم الانتخابى. ومن العوامل المثيرة للاهتمام التى يبرزها آسيم فى كتابه ويؤكد أنها ساهمت إلى حد كبير فى تغيير المزاج السياسى للناخب الأمريكى هى النجاحات الساحقة والشهرة العالمية التى حققها العديد من النجوم السود خاصة فى مجالى الفن والرياضة. ويدلل الكاتب على ذلك بأن الموهبة الفذة والكاريزما التى يتمتع بها معظم المشاهير من ذوى الأصول الأفريقية مثل مايكل جاكسون ومايكل جوردان ودينزل واشنطن والكثيرين غيرهم مكنتهم من تخطى كل الحواجز العرقية التقليدية فأصبحوا مثل عليا ومثار إعجاب للملايين. ويشير الكاتب إلى أن إسناد «هوليوود» دور الرئيس الأمريكى إلى ممثلين سود مثل مورجان فريمان فى فيلم «الأثر العميق» ودينيس هيزبرت فى المسلسل التليفزيونى الشهير «24» كان له الكثير من الفضل فى تهيئة الجمهور الأمريكى لتقبل فكرة قيام رئيس من الأقليات بحكم البلاد خاصة فى أوساط من يطلق عليهم جيل الألفية (مواليد عام 1982 – 2003) الذين يعدون أكثر جيل متنوع عرقيا منذ نشأة الولاياتالمتحدةالأمريكية. المؤلف: جابارى آسيم عدد الصفحات: 223 الناشر: هاربر كولينز 2009