تمكنت مسيرة ترفع الأعلام الفلسطينية وسعف النخيل انطلقت من مدينة بيت لحم بمناسبة «أحد الشعانين» من اختراق بوابة الجدار الفاصل فى غفلة من الجيش الإسرائيلى، لتصل على نحو غير متوقع إلى مشارف مدينة القدسالمحتلة. وانطلقت المسيرة السلمية - التى نظمتها مؤسسة «هولى لاند ترست» بمناسبة أحد الشعانين، الذى يسبق أسبوع آلام السيد المسيح - والتى ضمت نحو 200 متظاهر من ساحة المهد، بهدف الاحتجاج على منع المسيحيين الفلسطينيين من الاحتفال بشعائر «أحد الشعانين» فى القدس. وفوجئ الجنود الإسرائيليون عند بوابة معبر بيت لحم عند المدخل الجنوبى للقدس بجموع المتظاهرين يعبرون البوابة، التى كانت مفتوحة جزئياً، وهم يهتفون «فلسطين حرة»، حاملين لافتات تقول «لا لجدار الضم والتوسع العنصرى»، وما كان من الجنود إلا أن اختبأوا فى غرفة الحراسة الخاصة بهم، بعد أن أصبح المتظاهرون فى المنطقة الفاصلة فى الجانب الاسرائيلى. وواصل المتظاهرون سيرهم وعبروا البوابة الثانية، فأصبحوا عملياً فى مدينة القدس، وساروا نحو 400 متر فى شارع القدس - بيت لحم الرئيسى، قبل أن تبدأ الشرطة الإسرائيلية التى فوجئت بهم باستدعاء قوات مساندة، فيما قالت إحدى المشاركات فى المسيرة «هذه هى المقاومة الشعبية». كانت الشرطة الإسرائيلية أعلنت أنها لن تسمح اليوم أو فى أى موعد آخر بإجراء مسيرات وإقامة طقوس دينية يهودية فى محيط الحرم القدسى الشريف بمناسبة حلول عيد الفصح لدى اليهود. وجاء إعلان الشرطة الإسرائيلية، تعقيبا على ما ذكرته جهات إسلامية من أن مجموعات من اليهود المتشددين ينوون إقامة طقوس دينية اليوم فى الحرم القدسى الشريف. وقد اعتقلت قوات الاحتلال أمس عدداً من الفلسطينيين إثر تنظيمهم مظاهرة قرب بيت لحم ضد الجدار العازل. ومرت السنة الأولى من ولاية بنيامين نتنياهو الثانية كرئيس لوزراء إسرائيل، دون تحديات أمنية كبيرة، حيث خلفت الحروب التى أدارتها حكومة إيهود أولمرت السابقة - حرب لبنان الثانية وحرب غزة -، وراءها هدوءاً نسبيا فى الجبهتين، وذلك فى الوقت الذى يتردد فيه نتنياهو فى كيفية الرد على الضغط الأمريكى المتواصل بشأن البناء فى شرقى القدس ومستقبل المستوطنات. ويرى المحلل السياسى فى صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية عاموس هارئيل أن الحرب فى غزة، هى آخر ما يريده نتنياهو فى الوقت الراهن، موضحاً أن الأزمة مع الولاياتالمتحدة والجو الصعب ضد إسرائيل فى الحلبة الدولية، سيُصعِّب عليه من اتخاذ نفس مساحة المناورة العسكرية التى تمتّع بها سلفه أولمرت. وبينما انتظر البعض أن تقوم إسرائيل بضربة جوية انتقامية رداً على عملية خان يونس، أرجع عدد من المحللين عدم قيام الطائرات الإسرائيلية بالقصف لعدة أسباب منها، الأحوال الجوية العاصفة التى سادت مناطق قطاع غزة والمناطق المحيطة به، إضافة إلى دخول يوم السبت، حيث لا تنفذ إسرائيل فى الغالب عمليات عسكرية. ولم يستبعد المحللون أن وراء تأجيل الانتقام هو عقد القمة العربية فى مدينة سرت الليبية، حتى لا تكون مبررا حسب الاحتلال لاتخاذ قرارت قوية لصالح الفلسطينيين، فيما رأى آخرون أن التأجيل قد يكون مرتبطاً بعدم رغبة الحكومة الإسرائيلية فى التصعيد فى ظل الأزمة الحالية مع الإدارة الأمريكية بسبب القدس والاستيطان، بينما يخشى «الغزيون» أن تكون إسرائيل تحضر لرد مختلف عن الردود التقليدية فى مثل هذه الحالات، والتى غالباً ما تكون عبارة عن غارات تشنها طائراتها عند منتصف الليل، وتستهدف ورشات الحدادة والأنفاق.