تمكنت مسيرة ترفع الأعلام الفلسطينية وسعف النخيل انطلقت من مدينة بيت لحم بمناسبة أحد الشعانين (ذكرى دخول السيد المسيح إلى القدس) من اختراق بوابة الجدار الفاصل في غفلة من الجيش الإسرائيلي لتصل على نحو غير متوقع إلى مشارف مدينة القدس. وانطلقت المسيرة السلمية التي ضمت نحو 200 متظاهر من ساحة المهد بهدف الاحتجاج على منع المسيحيين الفلسطينيين من الاحتفال بشعائر أحد الشعانين في القدس. ونظمت المسيرة مؤسسة هولي لاند ترست بمناسبة أحد الشعانين، الذي يسبق أسبوع آلام السيد المسيح، تحت عنوان "مسيرة حرية التنقل وحرية العبادة". وتقدم المسيرة سيارة أطلقت التراتيل وشبان يحملون الأعلام الفلسطينية وقد فردوا علما فلسطينيا كبيرا وامتطى شاب حصانا وأخر حمارا وحملوا سعف النخيل تقليدا للسعفة التي حملها المسيح لدى دخوله إلى القدس. وكتب على اللافتات "لا لجدار الضم والتوسع العنصري"، وباللغة الانجليزية "فلسطين حرة". وفوجئ الجنود الإسرائيليون عند بوابة معبر بيت لحم عند المدخل الجنوبي للقدس بجموع المتظاهرين يعبرون البوابة التي كانت مفتوحة جزئيا وهم يهتفون "فلسطين حرة". وما كان من الجنود إلا أن اختبئوا في غرفة الحراسة الخاصة بهم بعد أن أصبح المتظاهرون في المنطقة الفاصلة في الجانب الإسرائيلي. وواصل المتظاهرون سيرهم وعبروا البوابة الثانية فأصبحوا عمليا في مدينة القدس وساروا نحو 400 متر في شارع القدس- بيت لحم الرئيسي، قبل أن تبدأ الشرطة الإسرائيلية التي فوجئت بهم باستدعاء قوات مساندة. وقالت مراسلة الوكالة الفرنسية إن الدهشة استحوذت على رجال الشرطة الذين لم يدركوا على الفور ما يمكن أن يفعلوه وراحوا يتساءلون "كيف وصل هؤلاء إلى هنا". وقالت لبنى البندك المشاركة في المسيرة للوكالة: "لا اصدق أننا دخلنا إلى القدس"، واضافت وهي تكاد تبكي من شدة انفعالها، "هذه هي المقاومة الشعبية". وقال مروان شعبان عبر مكبر الصوت" "هذه هي المقاومة الشعبية، اليوم استطعنا الوصول إلى هنا وغدا سنصل إلى الأقصى وكنيسة القيامة وسنكون في كل مكان في قدسنا". وراح المشاركون في المسيرة لشدة دهشتهم يتصلون من هواتفهم المحمولة بأهلهم وأصدقائهم ليبلغوهم "نحن في القدس!". وبعد حوالي ساعة وصلت سيارات من الشرطة والجيش إلى المكان وقام أفراد الشرطة باعتقال نحو 10 أشخاص قبل أن يعيدوا المتظاهرين أدراجهم باتجاه بوابة الحاجز. يذكر أن الجيش الإسرائيلي يغلق الضفة الغربية ابتداء من منتصف ليل الأحد حتى منتصف ليل 6 إبريل خلال عيد الفصح اليهودي كما أعلن بيان عسكري.