فجرت صحيفة «ديلى ميرور» البريطانية أزمة جديدة داخل أروقة الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، عندما كشفت عن فشل المؤسسة الحاكمة لكرة القدم فى العالم فى تسويق تذاكر مباريات كأس العالم بشكل جيد وتبقى 650 ألف تذكرة من التذاكر المخصصة للجماهير فى المونديال بدون حجز حتى الآن، وتمت إعادتها إلى مقر الفيفا قبل 11 أسبوع من انطلاق البطولة، فى واقعة هى الأولى من نوعها فى تاريخ الفيفا، مما يهدد بوجود الكثير من المقاعد الخالية فى أكبر بطولة كروية فى العالم. وأكدت الصحيفة البريطانية أن الفيفا فشل فى بيع 650 ألف تذكرة من أصل 2.95 مليون تذكرة مخصصة لجميع مباريات كأس العالم، وأشارت الصحيفة إلى أن الفيفا اعترف من داخله بأن بطولة جنوب أفريقيا ستكون شاهدا على الفشل فى بيع جميع تذاكر كأس العالم منذ أن انطلقت البطولة عام 1930. وذكرت «ديلى ميرور» أن كأس العالم 2006 التى أقيمت فى ألمانيا شهدت بيع جميع التذاكر البالغة 3.4 مليون تذكرة، وجميعها بيعت إلكترونيا عبر الموقع الرسمى للفيفا، إلا أن بطولة جنوب أفريقيا وعلى الرغم من أنه تم عمل تنازلات كبيرة فى طرق البيع أولها كان بإرسال 570 ألف تذكرة ل31 بلداً مشاركاً فى كاس العالم تم إعادة 330 ألف تذكرة للفيفا لم تبع بواقع 58% من نسبة التذاكر، أى أن التذاكر المباعة أقل من التذاكر التى تمت إعادتها. وأشار التقرير إلى أن إنجلترا هى أكثر فريق له مشجعين فى المونديال حتى الآن، إلا أن ألف تذكرة فقط هى التى تم بيعها داخل إنجلترا من أصل 29 ألف تذكرة أرسلها الفيفا للاتحاد الإنجليزى وتم إعادة 28 ألف تذكرة غير مبيعة. ونقلت الصحيفة عن كيفين مايلز، أحد المسؤولين فى روابط تشجيع المنتخب الإنجليزى، قوله : على الرغم من أننا فى إنجلترا لم نشتر إلا نسبة قليلة، إلا أننا أفضل من بلدان كثيرة فشلت فى بيع تذكرة واحدة على الأقل، أعتقد أن السبب فى ذلك هو ارتفاع أسعار رحلات الطيران وأماكن الإقامة ووسائل المواصلات فى جنوب أفريقيا، فضلا عن قضية الأمن الضعيف هناك. من جانبه، أعلن «فيفا» أنه سيتم طرح التذاكر فى مراكز البيع بالمدن المستضيفة بداية من الآن وحتى يوم 11 يوليو المقبل، الذى ستقام فيه المباراة النهائية، مشيرا إلى أنه ستتاح خدمة حجز التذاكر هاتفيا فضلا عن إقامة وحدات متنقلة لبيع التذاكر. فيما أكدت معظم وسائل الإعلام العالمية أن حالة الرعب التى تعيشها جماهير كرة القدم من عدم استقرار الحالة الأمنية فى جنوب أفريقيا ووجود المجرمين فى الشوراع طوال الوقت هو السبب الرئيس فى ضعف الإقبال الجماهيرى على المونديال، الذى عادة ما يشهد إقبالا كبيرا على بيع التذاكر ويعانى فيه الفيفا من الضغط الشديد على عمليات بيع التذاكر ويتم الحجز مسبقا عن طريق ملأ استمارات للجماهير، والمفاضلة بينهم وهو ما لم يحدث فى جنوب أفريقيا، وتم اتباع أكثر من أسلوب لترويج التذاكر دون جدوى. ويعول الفيفا الكثير على بيع التذاكر للجماهير الجنوب أفريقية أو الجماهير الأفريقية التى ستأتى من بلدانها لمؤازرة فرقها وهو ما يطلق عليه «البيع المحلى» على أمل ألا تظهر المقاعد خالية فى البطولة وهو ما يؤثر عليها إعلانيا، خصوصا أن الجماهير الإفريقية اعتادت على شراء التذاكر قبل المباراة مباشرة أو بأيام قليلة، وليس حجزها لفترات طويلة مثلما يحدث فى أوروبا. من جهة أخرى، نشرت مدونة صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية تقريرا تنتقد فيه سياسة المنتخبات الأفريقية فى إقالة مدربيها قبل فترة قصيرة من كأس العالم وتعيين مدربين جدد قبل شهرين من انطلاق أكبر حدث كروى فى العالم، وعدم وجود أى مدرب أفريقى بين ستة منتخبات تأهلت لنهائيات المونديال سوى الجزائرى رابح سعدان. وقال التقرير : من المفترض أن يقوم كل فريق بإجراء تعديلات على الجهاز الفنى أو الهيكل الأساسى على منتخب أى بلد بعد الإخفاق فى كأس العالم أو الفشل فى التأهل إليه من الأساس ونفس الأمر بالنسبة لهيكل الفريق سواء فى اعتزال بعض اللاعبين عقب المشاركة فى أكبر حدث فى العالم أو أن يتم استبعادهم بقرارات من المدربين، وحتى الفريق الذى يفوز بكأس العالم نفسه فمن الممكن أن نتقبل أن يقيل مدربه بداعى تجديد الدماء وتغير طريقة اللاعب حتى لا يستغل المنافسين اللعب بطريقة لعب واحدة فى طريق الاستعداد لتصفيات البطولة الجديدة، إلا أن عكس ذلك يحدث فى القارة السمراء فبمجرد أن يتأهل الفريق إلى نهائيات البطولة يتم تغير المدرب وإظهار كل عيوبه وهو ما حدث بالفعل عندما قامت ثلاث فرق إفريقية من أصل ستة منتخبات تأهلت إلى المونديال بتغيير مدربيها قبل شهرين على انطلاق المونديال. وكان آخر ضحايا المنتخبات الأفريقية من المدربين هو البوسنى وحيد خليلوزيتش الذى أقيل من تدريب كوت ديفوار عقب فشله فى التأهل إلى دور نصف النهائى بكأس الأمم الأفريقية بالخسارة من الجزائر فى دور الثمانية، قبل أن تشير التقارير إلى تعيين السويدى سفن جوران أريكسون بديلا له. وشن خليلوزيتش هجوما ضاريا على مسؤولى الاتحاد الإيفوارى بقوله لصحيفة «ليكيب» الفرنسية: إنه أمر مرعب يجعلنى أشعر بالاشمئزاز فلمجرد خسارة مباراة واحدة من أصل 24 مباراة فتتم الإطاحة بى وأعتقد أن ذلك القرار سياسيا بالتأكيد، ولا علاقة له بكرة القدم. وأشار التقرير إلى أن نيجيريا وجنوب أفريقيا قامتا بنفس الموقف من قبل عندما أعادت البلد المضيف مدربها البرازيلى السابق كارلوس ألبرتو باريرا بدلا من مواطنه جويل سانتانا بعد خسارته لثمانى مباريات من آخر تسع مباريات له مع الفريق، فيما تخلصت نيجيريا من مدربها الوطنى شايبو أمودو بعد احتلاله المركز الثالث مع النسور الخضر فى كأس الأمم الأفريقية ليتم تعيين السويدى لارس لاجرباك بديلا منه لقيادة المنتخب النيجيرى فى المونديال. وأختتم التقرير بالتعجب من كون ستة فرق أفريقية تشارك فى المونديال هى «الجزائر والكاميرون، وكوت ديفوار، ونيجيريا، وغانا وجنوب أفريقيا»، ولا يوجد سوى مدرب أفريقى واحد فقط هو رابح سعدان.