فى السعودية.. أعلن بلاتر أمس الأول أن محمد بن همام لا يصلح إطلاقا لرئاسة الفيفا.. بلاتر هو الرئيس الحالى للفيفا.. وبن همام هو نائب رئيس الفيفا ورئيس الاتحاد الآسيوى لكرة القدم.. ولأن بن همام بدأ يتطلع علنا لمنصب رئيس كرة العالم كله.. اضطر بلاتر للتأكيد العلنى على أن بن همام لا يرقى ولا يستحق أن يصبح خليفة له فى الفيفا.. وقبل أن أواصل هذا الحديث.. أود التوقف أولا عندما كنت قبل سنوات فى مقصورة استاد سول الأوليمبى بكوريا الجنوبية، أحاول مع زملاء آخرين الحديث مع بلاتر دون جدوى.. وفجأة أخرجت من حقيبتى كتابا بعنوان «كيف سرقوا اللعبة» ألفه صحفى إنجليزى اسمه ديفيد يالوب عن فضائح وخبايا الفيفا.. وما إن رأى بلاتر الكتاب فى يدى حتى تغيرت ملامحه وانتحى بى جانباً فى فاصل شتيمة بكل لغات العالم فى الكتاب وصاحبه.. لكننى على أى حال نجحت فى الانفراد به لثلاثين دقيقة كاملة.. ومن بين عشرات الحكايا المثيرة فى هذا الكتاب.. تبقى أهمها على الإطلاق تلك التى تشرح بالتفصيل والأرقام دور بن همام فى نجاح بلاتر رئيسا للفيفا، وحجم الدعم المادى الذى قدمته قطر، ممثلة فى بن همام، من أجل أن ينجح بلاتر.. وأصبح بن همام بعدها هو الأقرب لبلاتر.. الساعد الأيمن وكاتم الأسرار وكبير القواد والممول، حتى دارت الأيام ويضطر بلاتر إلى إعلان رأيه الحقيقى حين أراد بن همام تغيير صفته ومكانه.. ومن المؤكد أن بن همام لم يتعلم ذلك الدرس الذى أبدا لم يتعلمه معظم رجال العرب.. أن المال قد يشترى الناس والأصدقاء والمناصب لبعض الوقت.. لكن المال دون فكر أو إبداع حقيقى لا يصنع مستقبلا ولا احتراما دائما.. وكنت أحب أن يقول بن همام قبل سنوات كثيرة كل الذى يقوله الآن عن الحكمة وضرورة التغيير وتعديل صورة الكرة فى العالم.. كنت أحب أكثر ألا يتعامل بن همام مع مصر باعتبارها مجرد ورقة فى خططه الانتخابية، لدرجة أن يجامل الجزائرى روراوة، أحد رجال بن همام المهمين، على حساب الكرة المصرية بأسرها.. وبالتأكيد سيرد بن همام الآن مؤكدا غرامه واحترامه لمصر.. ولكننى سأسأله عن هذا الاحترام وهو يريد أن تعتذر مصر لروراوة، ولا يكترث حتى بخداع روراوة لرجال فى الاتحاد المصرى بشأن عقوبة إبراهيم حسن مع أن بن همام يستطيع أن يأمر روراوة والآخرين بإنهاء هذه الحرب والعقوبة أيضا.. فبن همام يملك المال.. وكلهم على استعداد للذهاب إلى السوق ليقبضوا ثمن ضمائرهم ورجولتهم.. وبلادهم أيضا. [email protected]
