أكد عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، مشاركة جميع الدول العربية فى القمة العربية المقبلة بمدينة سرت الليبية نهاية الشهر الجارى، مبديا تفاؤله بأن تكون المشاركة بنوايا صادقة لخدمة المصالح والملفات العربية. وحول مسألة تدوير منصب الأمين العام، قال موسى إن الموضوع غير مطروح على جدول أعمال القمة العربية، بينما أكدت مصادر بالجامعة أن إمكانية طرح تدوير المنصب على أجندة القمة مازالت قائمة إذا ما تقدمت دولة عربية أو أكثر بطلب ذلك. وعما إذا كان متفائلا بشأن تجاوب إسرائيل إلى الدرجة التى تقرر معها تعليق بناء المستوطنات قال موسى، فى حوار أجرته معه صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية ونشرته أمس الأحد: «حتى الآن ليس لدينا أكثر من إعلان إسرائيل أن توقيت بناء المستوطنات خطأ، وهذا مجرد كلام، ولكننا نحيى المواقف الصريحة التى عبر عنها نائب رئيس الولاياتالمتحدة جو بايدن والسيناتور جورج ميتشل، المبعوث الأمريكى للسلام فى الشرق الأوسط، ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون وكل أوروبا». وأضاف: «كل هذا مرحب به، ولكن الكلام وحده لا يكفى لتحقيق نتائج عملية، لأنه من الصعب أن نجرى مفاوضات فى ظل إصرار إسرائيل على خروج القدس من التفاوض». وعما إذا كانت هناك ضمانات أمريكية بأن يجرى التفاوض فى أجواء أفضل، قال: «كانت لدينا تأكيدات وليس ضمانات بإجراء مفاوضات فى أجواء أفضل، ولكن فوجئنا بإسرائيل تعلن فى اليوم الأول عن بناء 112 وحدة استيطانية فى وجود ميتشل، ثم 1600 وحدة أخرى فى وجود نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن، وهذه إهانات إسرائيلية موجهة إلى الدولة العظمى». من ناحية أخرى أكدت مصادر مسؤولة بالجامعة العربية أن الجامعة لم تتلق أى طلبات رسمية من دول عربية بإدراج موضوع تدوير منصب الأمين العام للجامعة على أجندة القمة حتى الآن، سواء من الجزائر أو أى دولة أخرى. واستبعدت المصادر أن تتم الموافقة على هذا القرار، حتى إذا تم إدراجه على أجندة القمة، نظرًا لما يحتاجه من إجماع بين الدول العربية وهو ما يتعذر الوصول إليه حاليا، خاصة فى ظل الخلافات والانقسامات التى تشهدها الساحة العربية. ووصف مصدر دبلوماسى مصرى قضية تدوير المنصب بأنها «غير قابلة للنقاش»، مشيرًا إلى أن «هناك عرفا اتفق عليه العرب منذ إنشاء الجامعة العربية بأن يكون أمين عام الجامعة العربية مصرياً، وهو عرف متبع منذ 65 سنة، كان خلالها الأمين العام للجامعة مصرياً باستثناء فترة القطيعة العربية مع مصر، التى انتقلت الجامعة خلالها إلى تونس». كانت الجزائر جددت تمسكها بمطلب تدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية، وقال وزير الخارجية الجزائرى، مراد مدلسى، فى تصريح له الأسبوع الماضى، على هامش حفل استقبال أقامه الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة بمناسبة يوم المرأة العالمى: «إن الجزائر متمسكة بمطلب تدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية».
