قالت مصادر دبلوماسية عربية ل«الشروق»: إن مسألة سحب مبادرة السلام العربية مع إسرائيل غير مطروحة على جدول أعمال القمة العربية المقبلة فى مدينة سرت الليبية وإن كانت فكرة تجميد المبادرة مطروحة. وقالت المصادر إن دولا عربية كبرى لم تحددها تنظر إلى المبادرة باعتبارها «إحدى المرجعيات الخاصة بالسلام» وإنه من غير المطروح سحب المرجعيات. كان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قد صرح أمس الأول بأن مسألة سحب المبادرة مطروحة للنقاش فى ظل الممارسات الإسرائيلية التى لا تبشر بأى خير. يأتى ذلك، فيما وصف دبلوماسيون عرب يشاركون فى الإعداد لقمة سرت، التى تبدأ السبت المقبل، القمة بأنها «قمة عادية فى ظروف استثنائية»، بسبب استفزازات إسرائيلية لا يستطيع العرب اتخاذ مواقف حاسمة لمواجهتها. وقالت مصادر دبلوماسية عربية ل«الشروق»: إن المخاوف من مستوى التمثيل لا تقلق دولا عربية مثل سوريا وليبيا والمغرب والسودان أو غيرها وإنما ما يقلق هو مواقف الدول العربية تجاه القضايا المطروحة على القمة والتمسك بما تم اتخاذه من قرارات فى القمم السابقة وتوحيد وجهات النظر العربية تجاه الموضوعات المصيرية، وفى مقدمتها التصرفات الإسرائيلية فى القدس والاستيطان والعجز العربى أمامها. من ناحية أخرى، عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا للتحضير للقمة العربية، وكعادة العرب لم يلتئم الاجتماع فى موعده العاشرة صباحا بل فوجئ موسى عند دخول القاعة بخلوها من الوزراء باستثناء وليد المعلم وزير الخارجية السورى، وهو الأمر الذى دفع بهما إلى الخروج من القاعة إلى أحد الصالونات القريبة وانضم إليهما سعود الفيصل وناصر جودة ورياض المالكى. فى الوقت نفسه، ألقى التصعيد الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية ورفض نتانياهو أى وقف للاستيطان أو التنازل عن القدس بظلاله على الاجتماعات التحضيرية للقمة، فسيطر على المناقشات التى خلت من أى حديث عن تدوير منصب الأمين العام للجامعة. وعن ملف المصالحة العربية فى ظل غياب الرئيس حسنى مبارك عن القمة، قال السفير هشام يوسف رئيس مكتب الامين العام للجامعة العربية إن المصالحة العربية جزء مهم مرتبط بالدور الذى تقوم به مصر وإنه فى ظل عدم تمكن الرئيس مبارك من المشاركة لابد أن تتأثر الجهود المبذولة للتحرك نحو المصالحة وإن وجوده كان سيعمل على الإسراع بوتيرة المصالحة إلا أننا نأمل أن يتم إحراز بعض التقدم فى هذا المجال.