انسوا كل ما قيل لكم من قبل عن جوزيف بلاتر.. رئيس الفيفا.. انسوا كل حكاياتهم القديمة وأكاذيبهم المخجلة بشأن الرجل وكيف يعشق مصر ويشيد بقدراتها وأبنائها وكم يشعر بالحزن والأسى لأن مصر ليست فى كأس العالم وكيف تفيض عيناه بالدموع من فرط التأثر والشجن كلما سمع اسم مصر.. لأنه من المتوقع للأسف أن يقرر الفيفا برئاسة بلاتر، يوم الاثنين المقبل، عقابا قاسيا على مصر نتيجة الاعتداء على أتوبيس بعثة الجزائر فى القاهرة.. ووقتها سينشط الذين خدعوكم فى الماضى ليقولوا لكم دون حياء إن بلاتر فى الحقيقة يكره مصر ويحقد عليها، وأنه فى الأغلب شريك من الباطن للجزائرى محمد روراوة فى شركة سيراميك أو مزرعة دواجن، وبالتالى انحاز للجزائر على حساب مصر.. وبدلا من ذلك كله.. تعالوا أنتم وأنا نفكر بهدوء بعيداً عن أكاذيبهم.. تعالوا نتخيل أن كل واحد منا هو جوزيف بلاتر رئيس الفيفا.. وأنه مطالب بالفصل فى أزمة مصرية جزائرية.. مصر تقول إن جماهيرها تعرضت لاعتداءات مسلحة فى السودان، ولكنها لا تملك أى دليل حقيقى على ذلك ولم تتقدم بأى شكوى رسمية حتى الآن.. والجزائر تقول إن بعثتها تعرضت للاعتداء فى القاهرة ومعها شريط تليفزيونى فرنسى يحوى كل تفاصيل الاعتداء، وقدمت شكوى رسمية فور وقوع الاعتداء، وتوالت بعد ذلك شكاواها ومطالبها بمعاقبة مصر.. ترى ما هو قرار كل واحد منكم إن جلس على مقعد بلاتر.. وكم كنت أتمنى أن تتغير هذه الصورة حين يذهب الوفد المصرى اليوم إلى مبنى الفيفا فى زيوريخ ليدلى بأقواله أمام لجنة الانضباط هناك للرد على الشكوى الجزائرية.. ولكننى رغم التمنى لست متفائلا، لأن الاتحاد المصرى لم يكن ينتظر اجتماع اليوم وهو يحشد كل أدلته ومستنداته باحثا عن حقوق مصر لدى الجزائر.. وإنما كان مشغولا، إلى أقصى حد، بتهيئة المناخ العام لأى عقوبات مستقبلية مع طرح فكرة الاعتذار الرسمى المهين والقبيح للجزائر حتى يذهب الوفد المصرى اليوم ويقبل رؤوس الجزائريين وتنتهى المشكلة.. وهو ليس سلوك صاحب حق ومنطق وثأر وقضية.. إنما هو سلوك من يذهب للمحاكمة وهو يحمل فى جيبه كل شواهد ومبررات إدانته.. وبصرف النظر عما سيقوله وفد مصر اليوم وما سيقرره الفيفا وبلاتر يوم الاثنين.. فلابد من حساب ومساءلة، ليس لاتحاد الكرة فقط، وإنما لكل من أسهم وخطط للاعتداء على الأتوبيس الجزائرى، والإعلام الذى خرج عن كل الحدود قبل مباراة القاهرة ثم مارس الخداع والوهم والمبالغة والبكاء الكاذب بعد مباراة السودان.. فمصر ضحية كل هؤلاء وليست أبدا ضحية لجوزيف بلاتر. [email protected]
