سيطر على تفكيرى شىء واحد وأنا أغادر جنوب أفريقيا بعد أن قضيت فيها ثمانية أيام، وهو ماذا سيفعل بلاتر؟ وماذا سيفعل سمير زاهر؟.. تابعت مباريات كأس القارات وتنقلت بين مدن جنوب أفريقيا وبكيت على خروج فريقنا القومى بعد هزيمة قاسية من أمريكا رغم تحقيقنا انتصاراً تاريخياً على إيطاليا بطل العالم، وهزيمة بطعم الفوز مع البرازيل. وبعد الفرح والحزن أجد نفسى أقف لأسأل مسيو بلاتر: ماذا ستفعل فى المصيبة التى صنعتها بيديك عندما أهديت جنوب أفريقيا تنظيم كأس العالم 2010؟ كيف يمكن أن تنجح أكبر بطولة رياضية فى العالم ينتظرها الجميع كل أربع سنوات فى دولة مثل جنوب أفريقيا، وللأسف بات من الواضح أن الاختيار فرضته السياسة العمياء ورضخت الفيفا لتكون هذه الدولة هى الممثلة لأفريقيا. كيف يقام كأس العالم فى دولة حوادث السرقة والقتل فيها لا حصر لها، القتلى تصل نسبتهم إلى ما يقرب من واحد فى الألف سنوياً من عدد السكان، كيف سينجح كأس العالم فى دولة معظم سكانها يفتقدون الثقافة القومية وينقصهم حب الوطن، شعب غير حريص على وطنه وسمعة بلاده ولا يهمه شكلها أمام الضيوف والسائحين والعالم كله، ففى أقل من ثلاثة أيام أربع فضائح مدوية: سرقة اللاعبين المصريين، سرقة لاعبى البرازيل، سرقة بعثة صحفية ألمانية جاءت لتغطية كأس القارات، وأخرى إنجليزية جاءت لمتابعة بعض مباريات الرجبى، هذا بخلاف حوادث أخرى كثيرة حدثت وتحدث يومياً والإعلام يحاول التشويش والتعتيم ويسوق الأسباب غير المنطقية بكل حادث، ويخرج رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم يوجه الاتهامات للمسروق ويحاول تبرير السرقات وإعطاء الأعذار للسارق، محاولاً إنقاذ سمعة بلاده خوفاً من أن تنقل نهائيات كأس العالم إلى بلد آخر. ماذا سيفعل مسيو بلاتر أمام هذا العنف وأمام الإجرام المنتشر فى كل مكان حتى إنك لا تستطيع السير فى الشوارع نهاراً؟ هل يستدعى قوات أمن دولية أم سيضع سيارة حراسة مع كل مشجع جاء يحلم بأن يستمتع بمباريات كأس العالم؟ هل يستطيع بلاتر أن يغير سلوك شعب فى غضون عام؟ لقد ذهلت من كسل أغلب العاملين هناك، والكارثة هى ما يحدث فى مطار جوهانسبرج وعلى أيدى موظفى شركة طيران جنوب أفريقيا خاصة.. فوضى ودربكة وعدم احترام للركاب سواء فى حجزهم أو إجراءاتهم.. شىء عادى جداً ألا تجد حجزك وأن تجد نفسك فى المطار تستجدى العودة إلى بلدك والجميع يتنصل من المساعدة، وتجلس يوماً أو أكثر حتى يأتيك الفرج، هذا التراخى واللامبالاة والكسل موجود أيضاً فى الفنادق حتى الفاخرة منها. ونأتى إلى الكارثة الكبرى، التى بالطبع لن يشعر بها مسيو بلاتر، وهى الذهاب لمشاهدة المباريات: زحام غير عادى فى الطرق، وعندما تصل إلى مكان وقوف السيارات والأتوبيسات تجد أنك على مسافة طويلة جداً من الملعب نفسه، وعليك أن تسير لتجد مكانك وسط خطر يحيط بك، لا أدرى ماذا كتبت لجان الفيفا فى تقارير التفتيش عن الملاعب والمنشآت والأمن، لا أدرى، ولكن من الواضح أنها تقارير لا تقرأ لأن الفيفا سيد قراره. هذا حال دولة جنوب أفريقيا وهى تستضيف 7 فرق، فما بالك عندما تستضيف 31 فريقاً بجماهيرها.. مصيبة مصيبة!.. آمل أن يخيب ظنى وتستطيع جنوب أفريقيا أن تتجاوز هذه المصاعب، هو ضرب من الخيال ولكن ما علينا إلا أن نحلم. نأتى إلى ورطة زاهر، وهى ورطة محلية وليست دولية كورطة بلاتر. سافر منتخبنا إلى كأس القارات حاملاً معه هزيمة مريرة من الجزائر، وشبح الخروج من تصفيات كأس العالم، ولعبنا وأجدنا أمام البرازيل وإيطاليا وكنا أشبالاً، وأضعنا فرصة لا تعوض أمام أمريكا لأسباب عديدة سبق الحديث عنها مراراً وتكراراً، اللاعبون والجهاز والظروف وضعت سمير زاهر واتحاده فى حرج بالغ، اتحاد الكرة راهن بكل ما لديه على نتائج المنتخب القومى الحالى، ولم يلتفت إلى ناشئين أو دورى محلى ورفع مستوى التحكيم وتحسين حالة ملاعبنا السيئة، وغير ذلك من مسؤوليات، وتركوا كل ذلك ووقفوا جميعاً وراء المنتخب. ماذا سيفعل بهم اللاعبون.. فقوام الفريق كما هو منذ عدة سنوات والعناصر الجديدة التى انضمت إليهم لم تستطع إثبات وجودها وهناك تباعد بين الجهاز وبعض لاعبينا المحترفين وأمامنا أربع مباريات لا سبيل لنا فيها غير الفوز. ماذا سيفعل زاهر فى الأسابيع القليلة المقبلة، وهو المسؤول الأول عن تحقيق حلمنا فى التأهل إلى كأس العالم بعد غياب عشرين عاماً، ومع وجودنا فى أضعف مجموعة؟ هل يستطيع هذا الفريق بخطوطه الثلاثة التى تحتاج إلى تدعيم وترميم، خاصة خط الدفاع أن يصمد ويحقق الحلم؟ هل ستكون دعوات شعبنا الطيب وتشجيعه هى السبيل الوحيد للفوز والتأهل كما كانت فى 2006، أم ستحدث صحوة وإفاقة للفريق ويحقق إنجاز 2008؟ الكل ينتظر، وورطة زاهر ورفاقه تزيد ورغم أنهم لم يصنعوها لكن هم أصحابها والمسؤولون عنها. لقد استمروا فى استثمار فوز 2006، 2008، وانخدعوا ولم يستعدوا جيداً ل2010. التوفيق كل التوفيق لفريقنا القومى فى المباريات المقبلة، وبإذن الله يتحقق لنا الفوز على أيدى حسن شحاتة وأبنائه ونتأهل لنهائيات كأس 2010. [email protected]
