أتيح للمرأة حق الانتخاب فى انتخابات 1965، استجابة للتحولات الاجتماعية والسياسية فى الفترة التى أعقبت ثورة أكتوبر 1965م. كما سْنَّ قانون الانتخابات قانوناً يقضى بخفض سن الناخب إلى 18 سنة خلافاً لما كان سائداً فى الانتخابات السابقة، حيث كان سن الناخب 21 سنة. زاد عدد المقاعد المخصصة للخريجين فبدلاً من 5 مقاعد فى انتخابات 1953، ازداد العدد إلى 15 مقعدا يشغلها الخريجون فى الدوائر المخصصة لهم. وبهذا تكون مقاعد الخريجين قد عادت إلى الواجهة الانتخابية بعد أن ألغيت فى انتخابات 1958. وشهدت انتخابات 1965 بروز التيارات السياسية ذات الصبغة الأيديولوجية، ممثلة فى اليمين جبهة الميثاق الإسلامى، واليسار فى الحزب الشيوعى السودانى، إلى جانب صعود التنظيمات والكيانات الجهوية كمؤتمر البجا فى الشرق والحزب القومى فى جبال النوبة فى جنوب كردفان. وجاءت نتائج الانتخابات كالتالى: بعد أن أجلت الانتخابات فى المديريات الجنوبية لأسباب أمنية بالقرار الصادر من مجلس السيادة فى 1965، حيث أجريت لاحقاً فى عام 1966، جاءت نتائج الانتخابات على النحو الآتى: حزب الأمة: 92 دائرة إقليمية، 10 دوائر للخريجين، المجموع 102، الحزب الوطنى الاتحادى: 71، 2، 73، مستقلون: 15، الخريجين 15، الحزب الشيوعى السودانى: الدوائر الإقليمية، 11، 11، اتحاد أبناء جبال النوبة، 10 الخريجين، 10، حزب سانو: 10، الخريجين، 10، مؤتمر البجا: 10، الخريجين، 10، جبهة الميثاق الإسلامى: 5، 2، 7، حزب الأحرار الجنوبى: 2، الخريجين، 2، حزب الوحدة: 2، لا خريجين، 2، المجموع للمقاعد: 217 دائرة إقليمية، الخريجين 15، إجمالى البرلمان، 232. أما بالنسبة للانتخابات الثالثة، وهى انتخابات الجمعية التأسيسية 1968 فنقول إنه قد شهدت الحكومة الائتلافية، التى تشكلت عقب انتخابات الجمعية التأسيسية عام 1965، خلافات سياسية حادة، طرفاها الحزبان التقليديان الاتحادى الديمقراطى والأمة بشقيه، جناح الإمام الهادى وابن أخيه الصادق المهدى. أفضى الخلاف إلى حل الجمعية التأسيسية المنتخبة عام 1965، الأمر الذى أفرغ محتواها الدستورى والتعجيل بإجراء انتخابات برلمانية جديدة. تم إقرار القواعد للعملية الانتخابية كالتالى: بحسب دستور السودان المؤقت المعدل لعام 1964 بتشكيل لجنة الانتخابات لتقوم بوضع الإجراءات الخاصة بتسيير العلمية الانتخابية بنص المادة 43/1 من خلال اللوائح الإجرائية والتنظيم. وزادت نسبة التسجيل فى هذه المرحلة، حيث بلغت 3.051.118 بزيادة عن انتخابات 1965 بنحو 29%، خلافاً للمراحل الانتخابية السابقة فى 1953،1958، 1965، ويرجع المراقبون ذلك إلى أن هذه الزيادة مرتبطة بزيادة نمو السكان وارتفاع الوعى فى الشارع السياسى السودانى، إلى جانب المنافسة التى أبدتها الأحزاب السياسية من خلال الندوات وحشد الراغبين فى التسجيل بغية دعم الأحزاب المتنافسة. شارك فى هذه الانتخابات 28 حزباً سياسيا وفئويا، وهى - زيادة ملحوظة فى عدد الكيانات السياسية المشاركة التى طرحت برامجها لخوض الانتخابات. لا تنفصل هذه الزيادة فى القوى السياسية المشاركة عن الأسباب التى قادت إلى زيادة عدد الناخبين المسجلين. وألقت الأسباب، التى قادت إلى حل الجمعية السياسية فى 1966، بظلالها على تشكيل خارطة الانتخابات، بحيث توحد للمرة الأولى الحزب الوطنى الاتحادى وحزب الشعب الديمقراطى تحت راية الحزب الاتحادى الديمقراطى (7)، بينما استمر الانشقاق فى حزب الأمة بين جناحى الإمام الهادى والصادق المهدى. ونستمر فى التحليل.