أدلى الناخبون العراقيون، أمس، بأصواتهم فى انتخابات مفصلية ترسم مصير العراق وتمثل اختباراً للديمقراطية، لاختيار البرلمان الجديد، وسط حصار أمنى وإجراءات غير مسبوقة لتأمين الناخبين ومراكز الاقتراع من تهديدات تنظيم القاعدة. وانتشر مئات الآلاف من قوات الجيش والشرطة، تدعمهم القوات الأمريكية «لوجيستياً»، وشن تنظيم «القاعدة» سلسلة تفجيرات، وأطلق العشرات من قذائف «الهاون» وصواريخ الكاتيوشا فى مختلف أنحاء البلاد، خاصة فى بغداد، أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى. وبينما يحق لنحو 19 مليون ناخب عراقى المشاركة فى ثانى انتخابات بعد الغزو الذى قادته الولاياتالمتحدة 2003، جرى التصويت تحت إشراف نحو 600 مراقب أجنبى و300 ألف مراقب محلى، وتفاوتت نسبة الإقبال فى المحافظات ال18، وبدت المشاركة ضعيفة فى بداية يوم أمس، وارتفعت فى الساعات التالية بشكل متفاوت، وتزايدت فى الجنوب ومحافظات الشمال الكردية الأكثر أمناً، وشوهدت طوابير من الناخبين والناخبات فى البصرة وأربيل والسليمانية وبغداد، التى أمطرها المسلحون ب50 قذيفة هاون وصاروخ كاتيوشا وسلسلة تفجيرات، وامتدت أعمال العنف إلى مراكز الاقتراع، فى المناطق السنية، خاصة فى محافظات صلاح الدين وبعقوبة وتكريت. فى المقابل، حث السياسيون العراقيون المواطنين على التصويت، وطالبوهم بعدم الخوف من المسلحين، وقال وزير الخارجية العراقى هوشيار زيبارى: «العراق واحة فى صحراء من الشمولية والديكتاتورية» وإن انعكاسات الانتخابات لن تكون على العراق وحده إنما على المنطقة برمتها. ويتوقع المراقبون عدم قدرة أى حزب أو تحالف على حسم النتيجة لصالحه مما يحتم الدخول فى مفاوضات شاقة وطويلة لاختيار الائتلاف الجديد مما يتيح الفرصة للمسلحين لفرض كلمتهم.