لا يضم المنتخب الهولندي حاليا آيا من اللاعبين الأسطوريين الذين صالوا وجالوا مع الفريق في عصره الذهبي الأول خلال حقبة السبعينيات من القرن الماضي مثل يوهان كرويف ورود كرول ويوهان نيسكنز، ولكن الفريق الحالي لديه من النجوم ما يكفي لتكرار إنجازات السبعينيات. ويأمل المنتخب الهولندي حاليا في محو آثار الهزيمة في المباراة النهائية لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وتعويض جماهيره عن اللقب العالمي بإحراز لقب بطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة «يورو 2012» ببولندا وأوكرانيا. ورغم عشق المنتخب الهولندي للنظام والعمل والالتزام بعيدا عن العواطف والمشاعر، قد تلعب المشاعر والعواطف دورا كبيرا في مسيرة الفريق ب«يورو 2012» التي تقام من الثامن من يونيو إلى أول يوليو المقبلين حيث يأمل الفريق في تعويض جماهيره عن الإخفاق في المونديال و«الثأر الشامل» من منافسيه. وخسر المنتخب الهولندي نهائي مونديال 2010 أمام نظيره الأسباني بهدف دون رد لتكون المرة الثالثة التي يخسر فيها النهائي العالمي. ولكنه سيخوض «يورو 2012» وهو مرشح بقوة للمنافسة على اللقب مع نظيريه الإسباني والألماني. ويدرك المنتخب الهولندي أن مهمته الجديدة لن تكون سهلة على الإطلاق خاصة وأنه سيبدأ مسيرته في البطولة ضمن «مجموعة الموت» التي تضم معه منتخبات ألمانيا والبرتغال والدنمارك والتي يصعب التكهن بهوية الفريقين المتأهلين من هذه المجموعة إلى دور الثمانية. ويقيم «الطاحونة الهولندية» خلال مشاركته في البطولة بمدينة كراكوف البولندية رغم أنه سيخوض جميع مبارياته الثلاث في الدور الأول بمدينة خاركيف الأوكرانية التي تبعد نحو ألف كيلومتر عن كراكوف. ويمتلك المنتخب الهولندي خط هجوم رائع وقوي يضم عددا من النجوم البارزين مثل ويسلي شنايدر وآريين روبن ووروبن فان بيرسي وكلاس يان هونتيلار. ورغم ذلك، يبدو أن الفريق بقيادة مديره الفني الحالي بيرت فان مارفيك يميل إلى النزعة الواقعية والالتزام بالتعليمات أكثر من ميله إلى الابتكار. ويأتي المثال الأكبر والأوضح على ذلك من المباراة النهائية لمونديال 2010 والتي لجأ فيها الفريق الهولندي إلى أداء يتسم بالعنف والخشونة الطاغية بشكل لم يسبق أن صدر من أبناء الزي البرتقالي وذلك في محاولة منهم لإيقاف التألق الإسباني. ولكن النتيجة النهائية كانت خسارة جديدة في النهائي مثلما حدث في بطولتي كأس العالم 1974 أمام ألمانيا و1978 أمام الأرجنتيني وإن اقتربت «الطاحونة الهولندية» من تحقيق هدفها. ولذلك ، لا يتردد فان مارفيك في الإجابة بالنفي لدى سؤاله عما إذا كان يعتزم التعامل بشكل مختلف مع هذه المباراة النهائية إذا أعيدت المباراة. واعتمد المنتخب الهولندي في السبعينيات من القرن الماضي، بقيادة نجومه البارزين كرويف ونيسكنز وكرول وآري هان، على أسلوب «الكرة الشاملة» التي يشارك فيها جميع لاعبي الفريق في جميع أوجه اللعب بحيث يشارك المدافعون في النواحي الهجومية والمهاجمون في النواحي الدفاعية. وترك المنتخب الهولندي بصمة واضحة في تاريخ كرة القدم من خلال أسلوب «الكرة الشاملة» ولكنه لم يفز بالألقاب. ولذلك، لم يعترض الهولنديون كثيرا على التغييرات التي أجراها فان مارفيك حاليا على خطط لعب الفريق. ويرى الهولنديون أن فان مارفيك، الذي يرتبط مع الفريق بعقد حتى 2016، يتبع مبدأ «الغاية تبرر الوسيلة». ورغم التاريخ العريق للكرة الهولندية على مدار عقود طويلة، يقتصر رصيد الفريق من الألقاب على لقب كأس الأمم الأوروبية «يورو 1988» عندما خاض الفريق البطولة بجيل ذهبي آخر من النجوم مثل ماركو فان باستن ورود خوليت وفرانك ريكارد. ولا يشعر «فان مارفيك» من اتجاه معظم الترشيحات في «يورو 2012» إلى المنتخبين الإسباني والألماني أكثر منها لفريقه. ويقول «فان مارفيك»: «دعهم يتحدثون عن الآخرين، دعهم يتحدثون»، مشيرا إلى أنه يستعد «للثأر الشامل».
