تفتتح اليوم أولي مباريات الدور قبل النهائي لمونديال 2010 بمباراة غاية في القوة والشراسة حيث يخوض المنتخب الهولندي امتحانا صعبا عندما يصطدم بمنتخب اوروجواي العنيد ضمن لقاءات المربع الذهبي علي ملعب جرين بوينت في تمام التاسعة والنصف مساء بتوقيت القاهرة. يدخل الهولنديون موقعة الليلة ويراودهم الحلم الكبير الذي حققه أساطيرهم في السبعينيات عندما وصلوا للمباراة النهائية مرتين متتاليتين في مونديالي 1974 و1978 في أيام كرويف ونيسكنز. هولندا وصلت الي هذه المباراة بخمسة انتصارات متتالية بالمونديال بواقع ثلاثة بالمجموعة الخامسة علي منتخبات الدنمارك واليابان والكاميرون وفي دور ال16 فازت الطاحونة علي سلوفاكيا بهدفين مقابل هدف أما في دور الثمانية فاطاح الهولنديون بالمنتخب البرازيلي المرشح الاول للقب وفازوا عليه بهدفين مقابل هدف. من جانبه اكد فان مارفيك المدير الفني للمنتخب الهولندي ان الطواحين جاهزون لخوض مباراة اليوم وتحقيق الفوز علي الاوروجواي. اضاف مارفيك ان طموحه تحقيق اللقب المونديالي لاول مرة في تاريخ هولندا قائلا: هدفنا التتويج لكن علينا اولا تخطي اوروجواي اليوم ثم التفكير في المباراة النهائية. ويعاني المنتخب الهولندي من ازمة كبيرة وهي الغيابات المؤثرة بين صفوفه حيث تأكد غياب الثنائي نيجل دي يونج لاعب الوسط وجريجوري فان دير فيل الظهير الايمن لحصول كل منهما علي انذارين. وبخلاف دي يونج ودير فيل هناك بعض الاصابات التي ضربت الطواحين والتي كان اخرها اصابة روبين فان بيرسي ويوريس ماتيسين.. وخضع هذا الثنائي لفحوص طبية بأحد مستشفيات جنوب أفريقيا. وكان ماتيسين قد تعرض للإصابة في ركبته خلال فترة الإحماء قبل مباراة منتخب بلاده أمام نظيره البرازيلي الأمر الذي أدي إلي استبعاده من التشكيل الأساسي للفريق. كما خضع فان بيرسي لفحص طبي علي ذراعه اليسري.. لكن الفحوصات الطبية أثبتت إمكانية لحاق الثنائي بمباراة اليوم. ومن المتوقع أن يلعب المنتخب الهولندي المباراة بطريقته المعتادة والمفضلة والتي تلقب ب«الطريقة الشاملة» وهي 4/3/3 وسيعتمد مارفيك بشكل أساسي علي لاعبيه المهاريين ارين روبن وويسلي شنايدر ومن امامهما المهاجم الوحيد روبن فان بيرسي. وتتميز طريقة لعب الهولنديين بمنح افضلية كبيرة للاعبيهم في الحالة الهجومية لكن المشكلة الكبري تكمن في الهجمات المرتدة ولذلك قد يطلب مارفيك من لاعب وسطه المخضرم مارك فان بوميل تأمين زملائه وعدم الزيادة الهجومية. من جانبه اكد اريين روبن ان منتخب بلاده قادر علي تخطي الاوروجواي الليلة وتحقيق الانجاز الكبير الذي ينتظره الهولنديون منذ عقود بالتتويج بلقب كاس العالم لأول مرة. اضاف روبن ان هولندا تمتلك جيلا متجانسا من اللاعبين يقدمون كرة هجومية جميلة. وقال روبن: نحن الآن نستطيع الفوز علي اي منتخب في العالم.. ولا نخشي احدًا. في المقابل يخوض منتخب اوروجواي «المحظوظ» بروح معنوية عالية بعدما ابتسمت له الساحرة المستديرة ووضعته مع الاربعة الكبار. وكان منتخب اوروجواي قد تصدر مجموعته الاولي بالمونديال بعد تعادل مع فرنسا وفوزين متتاليين علي جنوب افريقيا والمكسيك وفي دور ال16 فاز علي منتخب كوريا الجنوبية بهدفين مقابل هدف ثم تخطي غانا في مباراة درامية بدور الثمانية بركلات الترجيح بعد ان كان قاب قوسين او ادني من الخروج علي يد ابناء افريقيا. الاوروجواي تخوض مباراة الليلة مفتقدة جهود واحد من ابرز نجومها وهو ديفيد سواريز الذي حصل علي بطاقة حمراء امام غانا عندما لمس الكرة بيده من علي خط المرمي وحرم الغانيين من الفوز في الدقيقة 120 من المباراة. ورغم غياب سواريز إلا أن الاوروجواي تمتلك العديد من اللاعبين المميزين علي رأسهم المهاجم الخطير دييجو فورلان والذي يعول عليه اوسكار تاباريز المدير الفني للسيليستي كثيرا من اجل الفوز والصعود للمباراة النهائية. وستسعي الاوروجواي لاستعادة امجاد الاجداد بالصعود للنهائي وربما التتويج باللقب الغائب عن خزائنها منذ 60 عاما حيث سبق للأوروجواي التتويج بكأس العالم مرتين في عامي 1930 و1950 . ومن المتوقع أن يلعب تاباريز بطريقته المفضلة والتي تعتمد علي التأمين الدفاعي ويلقبها البعض ب«الكماشة الدفاعية» وذلك لشل خطورة الهجوم الهولندي الكاسح. من جانبه اعترف تاباريز بقوة وصعوبة المباراة مشيرا الي انها اهم مباراة في سجله الشخصي كمدرب. وعن غياب سواريز قال تاباريز: سواريز لاعب ممتاز لكن غيابه لن يؤثر علينا كثيرا فلدينا اكثر من بديل. واختتم تاباريز تصريحاته مؤكدا ان الاوروجواي تستطيع تخطي هولندا والصعود للمباراة النهائية بالبطولة.