حلم مصر خالية من فيروس سى ليس مستحيلاً، أتفق معكم أنه حلم صعب ولكنه ممكن، حله فى أيدينا نحن، فالعالم الغربى لن يهتم بك وبفيروسك وبكبدك كثيراً ما لم تنتفض أنت وتضع خطتك للمواجهة وتشتبك مع المرض وتصرعه بأدواتك التى سيحددها مدى إحساسك بالمأساة وتقديرك للكارثة، الغرب سيهتم بمواجهة الإيدز أكثر من فيروس سى، سيوجه أبحاثه للأمراض التى تهمه أكثر، فجدول أولوياته الصحية مختلف عن جدول أولوياتنا، ولذلك تطورت أبحاث فيروسى بى والإيدز بإيقاع أسرع، ولذلك فتبرعات الغرب ومعوناته لا تعولوا عليها كثيراً، ويجب ألا نعتمد عليها كل الاعتماد، وكما قضينا على البلهارسيا تقريباً بخطة مصرية واضحة المعالم، لابد أن نقضى أيضاً على فيروس سى فى خلال عشر سنوات من خلال حلم الحملة القومية التى أعلنتها «المصرى اليوم»، ومن خلال صندوق الرعاية الذى أعلنه برنامج «العاشرة مساء». انطلقت أول رصاصة على هذا الفيروس اللعين وننتظر تشكيل كتيبة الإعدام التى ستقضى عليه تماماً، فهناك عائلات بالكامل تنقرض جراء هذا الفيروس اللعين، وهناك قرى فى ريف مصر تقام فيها سرادقات عزاء يومية لوداع إحدى ضحاياه، لن نقف مكتوفى الأيدى وسنبدأ تكوين صندوق رعاية هؤلاء المرضى بالآلية التى شرحها د.يحيى الشاذلى، رئيس قسم الكبد بطب عين شمس، للمساهمة مع وزارة الصحة فى علاج مرضى فيروس سى، التبرعات لابد أن تترجم إلى تكلفة علاج عدد محدد من المرضى، الفرد الواحد من هؤلاء المرضى يتكلف حوالى عشرين ألف جنيه، ومطلوب من رجال الأعمال وأهل الخير وشركات الدواء والشركات الكبرى واتحاد الكرة والنقابات الفنية، مطلوب من كل هؤلاء المساهمة لإنقاذ مصر، فهذا أهم مشروع قومى لاستعادة صحة مصر، وإنقاذ من هم فى سن العطاء من الهزال والتليف والغيبوبة والضياع والتوهان بين أروقة غرف العناية المركزة، والبحث عن زراعة كبد يتكلف الفرد فيها مائة ضعف تكلفة العلاج المبكر، ناهيك عن مثبطات المناعة المصاحبة إلى آخر هذه المتاهة، وأعتقد أن قائمة انتظار العلاج المبكر لفيروس سى البطىء أكثر جدوى ونفعاً من قائمة انتظار طالبى زرع الكبد الذين نريد إنقاذهم «بدرى» قبل أن يستفحل المرض، والحمد لله بدأت المساهمة من شركتى دواء روش وميرك شارب، كل منهما تكفلت بعلاج 400 مريض، أى 16 مليون جنيه، وساهمت الدكتورة مؤمنة كامل بعلاج عشر حالات، وساهم تاجر متوسط الحال اسمه الحاج سعيد بعلاج خمسة مرضى والبقية تأتى. من يساهم معنا فى صناعة حلم وطن، من يشارك فى صياغة أمل جديد لمرضى فيروس سى، من سيبدأ إطلاق شرارة التحول من لطم الخدود إلى تكاتف الأيدى وتلاحم القلوب وتضافر العقول والجهود، فلنبدأ، فطريق الألف ميل دائماً يبدأ بخطوة.. فمن يبدأ معنا تلك الخطوة؟