بدأت الاثنين، عملية نقل حوالى 15 ألف سوداني جنوبي جوًا إلى جوبا، مع إقلاع أول طائرة من مطار الخرطوم الدولي. وأقلعت أول طائرة استأجرتها المنظمة الدولية للهجرة متوجهة إلى جوبا وعلى متنها نحو 160 سوداني جنوبي، بعضهم قضى حياته كلها في الشمال. وهذه الدفعة هي من بين 12 أو 15 ألف سوداني جنوبي ينتظرون نقلهم جنوبا من مطار مدينة كوستي على بعد 300 كلم من الخرطوم. وأصبحت كوستي أكبر منطقة تجمع للسودانيين الجنوبيين الذين ينتظرون نقلهم إلى الجنوب، حيث يعيش العديد منهم في مخيمات مؤقتة أو مبان تشبه الحظائر منذ نحو العام. وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن جميع الجنوبيين في كوستي يعتمدون على المساعدات الدولية والتي تشمل الأغذية والماء والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات الأساسية، ولم تتوفر لمعظمهم وسائل نقل خاصة بهم. وقالت جيل هيلكي، التي ترأس منظمة الهجرة الدولية في السودان، إن الرحلة الثانية التي ستقل مزيدا من الجنوبيين إلى جوبا قد تنطلق في وقت لاحق من الاثنين. ونصت الخطط الاولية على تسيير ست رحلات جوية يوميا، إلا أن الطائرات وطواقهما تأخروا في الوصول. وحتى لو جرت ست رحلات يوميا، فإن نقل جميع السودانيين الجنوبيين الذي يتم نقلهم بالحافلات من الخرطوم إلى كوستي، سيتطلب أسبوعين. وكانت منظمة الهجرة الدولية خططت في البداية لنقل الآلاف من كوستي بواسطة السفن، إلا أن الجيش السوداني أعرب عن مخاوف أمنية. وأعلن حاكم كوستي أن المهاجرين يشكلون تهديدا أمنيا، وأمهلهم حتى 5 مايو للمغادرة، ما أثار مخاوف الأممالمتحدة والمنظمة الدولية للهجرة التي ساعدت آلاف السودانيين الجنوبيين على الانتقال جنوبا. ومدد المسؤولون المهلة النهائية حتى 20 مايو، إلا انهم ابلغوا منظمة الهجرة الدولية بعد ذلك بعدم أخذ هذه المهلة في الاعتبار بعد وضع خطط لنقل السودانيين الجنوبيين جوا. وقالت سيسيليا بيتر (27 عاما) التي كانت تنتظر الحصول على بطاقة الصعود الى الطائرة مع أطفالها الخمسة الصغار، إن عائلتها أمضت 13 شهرا في كوستي بعد أن فقدت عملها كمدرسة. وتم طرد جميع المتحدرين من الجنوب من الخدمة في المؤسسات الحكومية السودانية قبل استقلال جنوب السودان في يوليو الماضي، بموجب اتفاق أنهى 22 عاما من الحرب الأهلية أدت إلى مقتل مليوني شخص ودفعت بالعديد إلى الشمال. والجنوبيون المتواجدون في كوستي هم من بين نحو 350 ألف من المتحدرين من الجنوب تقدر سفارة جنوب السودان وجودهم في الشمال بعد مهلة 8 أبريل لجعل وضعهم قانوني أو مغادرة السودان. وتوجه مئات آلاف آخرين إلى جنوب السودان. وقالت سيسيليا إنها لم تتمكن من الحصول على وثائق تمكنها من البقاء في الشمال. ولا يطلب من الركاب على متن طائرة وكالة الهجرة الدولية امتلاك وثائق سفر. وقالت سيسيليا إن زوجها سيرافق أمتعة العائلة في شاحنة ستصل إلى رينك على الحدود في جنوب السودان. وتشكل مسألة الأمتعة مشكلة بالنسبة للعائدين الذين يحاولون حمل ما أمكنهم من الأمتعة إلى جنوب السودان الفقير. ومنذ أواخر مارس الماضي، يدور قتال بين السودان وجنوب السودان على طول الحدود بينهما. وقالت الأممالمتحدة إن ذلك يشكل تهديدا على السلام والأمن.