أغلقت قناة «الجزيرة» التليفزيونية الفضائية مكتب قناتها باللغة الإنجليزية في الصين، بعد أن رفضت السلطات تجديد تأشيرة مراسلتها، وذلك في أول طرد فعلي لمراسل أجنبي معتمد في أكثر من عقد. وتعمل مليسا تشان، مراسلة لقناة الجزيرة الإنجليزية في بكين منذ 2007. كما تحتفظ بصفحة في موقع «تويتر» يتابعها أكثر من 15 ألف شخص. وقال هونج لي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، للصحفيين في إفادة معتادة الثلاثاء «الصين تعاملت مع هذه المشكلة بموجب القوانين والأحكام. الجهة الإعلامية المعنية تعرف الخطأ الذي اقترفته». ولم يقدم المزيد من التفاصيل عن القضية. وأضاف «قوانينا وسياساتنا واضحة جدا. وحين تأتي إلى الصين نشرح لك القوانين والأحكام ذات الصلة». ومن جانبها رفضت تشان مراسلة «الجزيرة» التعقيب. فيما قالت القناة الاخبارية الفضائية التي تتخذ من قطر مقرا انها ستواصل تغطية الصين وتأمل بالعمل مع بكين من أجل إعادة فتح المكتب. وأضافت قائلة في بيان بالبريد الالكتروني «نحن ملتزمون بتغطيتنا للصين. مثلما تغطي وسائل الإعلام الإخبارية الصينية العالم بحرية، فإننا نتوقع نفس الحرية في الصين لأي صحفي للجزيرة». وسيستمر مراسل قناة الجزيرة العربية في بكين في العمل. وقدمت القناة طلبا منذ أكثر من عام من أجل الموافقة على مواقع إضافية للتغطية الإخبارية في بكين، لكنها لم تحصل على إذن. وفي 1998 طردت الصين صحفيا يابانيا واخر ألمانيا، وكلاهما كان صحفيا معتمدا، في حالتين غير مرتبطتين لاتهامهما بحيازة أسرار للدولة. وفي 1995 لم تجدد السلطات بطاقة الاعتماد الصحفي لمراسل ألماني بدعوى أنه كان يقدم تقارير «عدائية ومتحيزة». وتلزم الصين جميع الصحفيين الاجانب بتجديد اعتمادهم الصحفي سنويا، في حين أن تأشيرات الدخول الأخرى لرجال الأعمال تكون في العادة سارية لبضع سنوات. واستخدمت أحيانا فترة التجديد لتهديد الصحفيين بالطرد بسبب تغطيتهم الإخبارية. وقال نادي المراسلين الأجانب في الصين إن قرار السلطات الصينية عدم تجديد الاعتماد الصحفي لتشان، جاء بعد أن عبرت عن عدم رضاها عن بعض المحتويات التي تبثها الجزيرة، بما في ذلك برنامج وثائقي أنتج في الخارج. وأنتجت «الجزيرة» عددا من البرامج التي تنتقد الصين في الأعوام القليلة الماضية، بما في ذلك برنامج يتقصى استخدام عمالة السجون لصنع منتجات صينية تباع في الأسواق الغربية. ونقل نادي المراسلين الأجانب عن السلطات الصينية قولها أيضا إن تشان، وهي مواطنة أمريكية، انتهكت قواعد ولوائح لم تحددها السلطات. وقال «هذا هو أكثر مثال (ظهر) مؤخرا لاستخدام التأشيرات الصحفية في محاولة لفرض رقابة على تقارير المراسلين الأجانب في الصين وتخويفهم». وتشان عضو بمجلس نادي المراسلين الأجانب في الصين. وشددت الصين القيود على الصحفيين الأجانب على مدى الاثني عشر شهرا الماضية، بسبب مخاوف من أن الاحتجاجات التي اجتاحت شمال افريقيا والشرق الأوسط قد تجد أيضا طريقها الى الصين. وانتظرت بعض المنظمات الإخبارية لأشهر للحصول على موافقة على تجديد الاعتماد الصحفي. ويوجد حوالي 700 صحفي أجنبي ومن هونج كونج يعملون في بكين.