أغلقت قناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية مكتب قناتها باللغة الانجليزية في الصين بعد أن رفضت السلطات الصينية تجديد تأشيرة مراسلتها وذلك في أول طرد فعلي لمراسل أجنبي معتمد في أكثر من عقد. وتعمل مليسا تشان مراسلة لقناة الجزيرة الانجليزية في بكين منذ 2007 كما تحتفظ بصفحة في موقع تويتر يتابعها أكثر من 15 ألف شخص.
وقال هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية للصحفيين في افادة معتادة اليوم الثلاثاء "الصين تعاملت مع هذه المشكلة بموجب القوانين والاحكام. الجهة الاعلامية المعنية تعرف الخطأ الذي اقترفته." ولم يقدم المزيد من التفاصيل عن القضية. وأضاف "قوانينا وسياساتنا واضحة جدا. وحين تأتي الى الصين نشرح لك القوانين والاحكم ذات الصلة".
ومن جانبها رفضت تشان مراسلة الجزيرة التعقيب. وقال نادي المراسلين الاجانب في الصين إن قرار السلطات الصينية عدم تجديد الاعتماد الصحفي لتشان جاء بعد أن عبرت عن عدم رضاها عن بعض المحتويات التي تبثها الجزيرة بما في ذلك برنامج وثائقي انتج في الخارج.
وانتجت الجزيرة عددا من البرامج التي تنتقد الصين في الاعوام القليلة الماضية بما في ذلك برنامج يتقصى استخدام عمالة السجون لصنع منتجات صينية تباع في الاسواق الغربية.
ونقل نادي المراسلين الاجانب عن السلطات الصينية قولها ايضا إن تشان وهي مواطنة امريكية انتهكت قواعد ولوائح لم تحددها السلطات.
وقال "هذا هو اكثر مثال شططا في نمط ظهر مؤخرا لاستخدام التأشيرات الصحفية في محاولة لفرض رقابة على تقارير المراسلين الاجانب في الصين وتخويفهم". وتشان عضو بمجلس نادي المراسلين الاجانب في الصين.
وشددت الصين القيود على الصحفيين الاجانب على مدى الاثني عشر شهرا الماضية بسبب مخاوف من ان الاحتجاجات التي اجتاحت شمال افريقيا والشرق الاوسط قد تجد أيضا طريقها الى الصين. وقالت القناة الاخبارية الفضائية التي تتخذ من قطر مقرا انها ستواصل تغطية الصين وتأمل بالعمل مع بكين من اجل اعادة فتح المكتب.
واضافت قائلة في بيان بالبريد الالكتروني "نحن ملتزمون بتغطيتنا للصين. مثلما تغطي وسائل الاعلام الاخبارية الصينية العالم بحرية فإننا نتوقع نفس الحرية في الصين لأي صحفي للجزيرة". وسيستمر مراسل قناة الجزيرة العربية في بكين في العمل.
وقدمت القناة طلبا منذ اكثر من عام من اجل الموافقة على مواقع اضافية للتغطية الاخبارية في بكين لكنها لم تحصل على إذن.
وفي 1998 طردت الصين صحفيا يابانيا واخر ألمانيا -وكلاهما كان صحفيا معتمدا- في حالتين غير مرتبطتين لاتهامهما بحيازة اسرار للدولة. وفي 1995 لم تجدد السلطات بطاقة الاعتماد الصحفي لمراسل ألماني بدعوى انه كان يقدم تقارير "عدائية ومتحيزة".
وتلزم الصين جميع الصحفيين الاجانب بتجديد اعتمادهم الصحفي سنويا في حين ان تأشيرات الدخول الاخرى لرجال الاعمال تكون في العادة سارية لبضع سنوات.
واستخدمت احيانا فترة التجديد لتهديد الصحفيين بالطرد بسبب تغطيتهم الاخبارية. وانتظرت بعض المنظمات الاخبارية لاشهر للحصول على موافقة على تجديد الاعتماد الصحفي. ويوجد حوالي 700 صحفي أجنبي ومن هونج كونج يعملون في بكين.