ألقت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية الضوء على ظهور قوة السلفيين بعد الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، خاصة وأنهم أصبحوا قوة سياسية صاعدة لها تأثير كبير، بعد أن تخلوا عن الخوف من الاعتقال والتعذيب بسبب رؤيتهم وتفسيرهم المتشدد للإسلام. وأشارت إلى أن السلفيين، بعد خروج مرشحهم المفضل حازم أبو إسماعيل من سباق الرئاسة، يمكن أن يكونوا كتلة انتخابية لا يستهان بها لكنها قوة مازالت مشتتة وتائهة. وقالت إنه رغم ان السلفيين مرئيين الآن أكثر مما كانوا في عهد مبارك الاستبدادي، إلا إنهم يشعرون مجددا بالتهميش بعد أن «خاضوا صراعا لترجمة قوتهم الجديدة إلى صوت سياسي موحد بعد انتخاب المصريين للبرلمان». وأشارت إلى أن حزب النور، اكبر حزب سلفي، ومعه الدعوة السلفية، أعلن السبت دعمه للمرشح الإصلاحي عبد المنعم أبو الفتوح، «وهو ما يمكن أن يوحد أصوات السلفيين الانتخابية» وراء المرشح الذي يتمتع برؤية أكثر حداثة للشريعة الإسلامية، مقارنة بحازم أبو إسماعيل. ونقلت ما قاله خليل العناني، خبير الحركات الإسلامية في جامعة دورهام البريطانية، «إن القرار يمكن ان يشجع بقية الجماعات السلفية لدعم أبو الفتوح والدخول في تحالفات مستقبلية معه»، وبالتالي، تصبح أصوات السلفيين كلها موحدة سياسيا. من ناحية أخرى، أعلن عدد من السلفيين أنهم سيقاطعون الانتخابات بعد استبعاد أبو إسماعيل، أما لجنة فقه الحقوق والإصلاحات، المكونة من شيوخ وعلماء سلفيين، فقد أعلنت دعمها لمرشح الإخوان محمد مرسي الأسبوع الماضي، فيما يعد تحديًا أمام حزب النور. وأوضحت أن صعود القوة السلفية وتأثيرها على الكتلة الانتخابية جعل بعض المسلمين المعتدلين والأقباط يشعرون بالقلق، خاصة مع دعوات تطبيق الشريعة المتزايدة، وبشكل متطرف أحيانا. ومن ناحية أخرى، يرى بعض السلفيين أنهم أقرب لأيديلوجيا الإخوان المسلمين، ولكن مرشح الإخوان لن يستطيع تحقيق مكاسب سياسية لهم، على العكس من أبو الفتوح، الذي يعتبرونه مستقلا وثوريا وقادر على إقامة «المشروع الإسلامي» من وجهة نظرهم.
