أكد الشاعر تميم البرعوثي، الثلاثاء، أن كلية التجارة بجامعة القاهرة قررت إلغاء ندوته الشعرية «لأسباب أمنية». وقال «البرغوثي» ل«المصري اليوم»، كنت تلقيت دعوة من أسرة «موريا» لإقامة ندوة في مدرج «العيوطي» بكلية التجارة، جامعة القاهرة، الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر، وقبل موعد الندوة بقليل تلقيت أتصالاً من الطلاب المنسقين للندوة قالوا فيه إنهم فوجئوا بأناس يزيلون الإعلانات عن الندوة، وأن المعاون المسؤول عن قاعة المدرج أخبرهم بأن الندوة قد ألغيت وأنه لن يسمح لهم بدخوله. وأضاف «البرغوثي» أن الطلاب قاموا بمراجعة مسؤولة شؤون الأسر، والتي أخبرتهم بدورها أن القرار اتخذ بناء على دواعٍ أمنية منها إقبال البلاد على الانتخابات، وكوني «عربيا» (أي غير مصري)، وأنني سأتكلم في السياسة، ثم أخبرتهم أن القرار صدر عن العميد، فذهب الطلاب لمقابلة العميد بصحبة الدكتور مصطفي يسري مقرر أسرة «موريا»، فأصر الأخير على الإلغاء، وروى الطلاب عن المقرر عن العميد أن القرار جاءه من «جهة عليا». وتابع «البرغوثي» قائلا: وأحببت أن أتأكد منه بنفسي، فذهبت إلى الجامعة، وعاينت إقفال المدرج المذكور، ثم اتجهت إلى مكتب العميد، وكان غائباً عنه، فذهبت، برفقة بعض الطلاب، إلى مكتب وكيل الكلية لشؤون الطلاب وقابلناه فأخبرنا أنه هو قد وقَّع على قرار بالسماح بعقد الأمسية الأحد الماضي، ولكن القرار أرسل إلى مكتب العميد، وأن العميد رفض عقد الأمسية لأسباب أمنية، والحضور المتوقع للندوة كان ضخماً جداً بل إن بعض الطلاب جاؤوا من جامعات أخرى لحضور الندوة، وأن ذلك يفوق قدرة الجامعة على تأمينها، فأخبرته أنني لم أطلب وأرفض أي تأمين. وقال«البرغوثي» قررت أن أسمع الكلام ذاته من العميد، فانتظرت حتى عاد إلى مكتبه حوالي الساعة السادسة والنصف مساء، فلما قابلته، بحضور من آخرين، سألته إن كان قرار الإلغاء صدر عنه أم عن جهة أمنية أخرى، فقال إن القرار كان قراره هو، وأنه اتخذه حفاظاً على سلامة أبنية الجامعة، ولأن الجامعة لا توجد بها قوات أمن، ثم زاد، أن السيرة الذاتية الخاصة بي، تذكر كوني «ناشطاً وسياسياً»، ولا تذكر كوني «شاعراً» إلا بعد ذكر هاتين الصفتين، وهذا في حد ذاته «خطر أمني». ثم أردف أنه لا يعرفني، وأن كلية التجارة بها 102 ألف طالب، وأنه لا يمكن أن «يدخل عليهم من لا يعرفه»، وسألني عن التيار السياسي الذي أنتمي إليه، فأخبرته بأنني مستقل، فقال إنه إذن يخاف علي من التيارات السياسية في الجامعة. وعقب «البرغوثي» إنني رغم تأكيد العميد، الدكتور حلمي البشبيشي، على أن القرار اتخذ من قبله، لا أستبعد أن يكون إلا من الجهات الأمنية التي لا تزال تحكم البلد، وهذا القرار دليل على التصرف بعقلية أمنية تقليدية، وفيه إهانة للطلاب، وخيانة لمنطق الجامعة والثقة المفترض أن يكنها العميد لطلابه، فليس الشاعر، ولا الطلاب، خطر على الجامعة، إنما هذه العقلية الأمنية المذعورة من الناس هي الخطر الأكبر على الجامعة وعلى البلد.
