ارتفع عدد المصابين جراء الاشتباكات بين قوات الشرطة العسكرية وجمهور النادي المصري في بورسعيد إلى 34 مصابا، وتراوحت الاصابات ما بين طلق ناري، واختناق، واشتباه ما بعد الارتجاج، وسحجات، وجرى علاجهم مساء الجمعة، وغادورا المستشفى، عدا مصاب بطلق ناري. كانت الأحداث قد أسفرت عن مقتل بلال محمود محفوظ «17 عاما»، بطلق ناري نافذ من الظهر إلى الصدر، في الاشتباكات التي أعقبت تجمع المئات من جمهور النادي المصري نحو الثامنة والنصف مساء الجمعة أمام استاد بورسعيد عقب الإعلان عن إصدار لجنة تسيير اتحاد الكرة عقوبات بتجميد «المصري» عامين ومنع اللعب على الاستاد ثلاث سنوات. ودعا المحتجون، أصحاب المحلات التجارية، إلى إغلاقها وتوجه المتظاهرين وأغلبهم في أعمار حول العشرون عاما إلى المبنى الاداري لهيئة قناة السويس، وتجاوزوا الأسلاك الشائكة التي تبعد عن بوابة المبنى نحو خمسون مترا، وحاولوا اقتحام البوابة، فتصدت لهم قوات من الجيش بإطلاق النار في الهواء، وإطلاق قنابل مسيلة للدموع، فيما أشعل المتظاهرون النيران في اطارات السيارات. واستمرت أعمال الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الجيش طوال الليل، وتوغلت مدرعة وسط المتظاهرين حتى تقاطع شارعي «كسرى» و«الجيش»، فيما أعلن ألتراس مشجعي النادي المصري «جرين ايجلز»، فى بيان رسمي انسحابه من الاحتجاجات، مسجلا وجود عناصر وتصرفات مريبة، متهما المجلس العسكري بإدارة مسرحية مكشوفة تتجاوز أمر مباريات كرة القدم. وأعلن اللواء عادل الغضبان، قائد قوة تأمين بورسعيد، هدنة لمدة ساعة لإعطاء فرصة للوسطاء للتهدئة، وأقامت القوات المسلحة مستشفى ميداني داخل مبنى هيئة قناة السويس. وأكد مصدر عسكري، إصابة 55 جنديا، جرى علاجهم بالمستشفى، نافيا استخدام الجيش لرصاص حي، فيما اختفت قوات الشرطة تماما من المدينة ومن الأحداث، فيما أوقفت هيئة قناة السويس معديات عبور الركاب بين ضفتي القناة حتى الساعة الثانية عشر مساء، كما نقلت إدارة التحركات بالهيئة حركة عبور السفن إلى التفريعة الشرقية لقناة السويس، وفي أثناء ذلك شب حريق في حوالي الثانية صباحا في سفينة محتجزه من قبل هيئة القناة بجوار ترسانة بورسعيد لوجود مديونية عليها وتمكنت قوات الأطفاء بميناء بورسعيد برئاسة المقدم احمد عبد المعطى من اخماد الحريق. وفي الساعات الأولى من ساعات السبت حاول محتجون إغلاق منفذ «الرسوة» أمام أتوبيسات العمالة القادمة من محافظات الشرقية، والدقهلية، لمباشرة عملها في مصانع الملابس الجاهزة بمنطقة الاستثمار التي تضم نحو 23 ألف عامل. وقال اللواء وحيد عصام، مدير أمن منطقة الاستثمار، إنه تقرر توقف العمل في مصانع المنطقة «حفاظا على أرواح العمال في ظل الأوضاع الملتهبة»، فيما حاصر مئات المحتجين بوابات وأسوار منطقة الاستثمار التي تضم نحو تسعون مصنعا، ورفعوا على الأسوار أعلام النادي المصري وبورسعيد، فيما تجمع المئات أمام مستشفى بورسعيد العام انتظارا لتشيع جنازة ضحية الأحداث.