لا أحب أن يعاملنى أى مسؤول فى مصر باعتبارى مواطنا ساذجا عاجزا عن الفهم والإدراك، مضطرا لأن يصفق ويصدق كل ما يقال له اليوم حتى لو تناقض وتعارض مع كل الذى قيل له بالأمس وأمس الأول.. وبهذا المنطق لا أحب ولا أفهم كيف يخرج مسؤولون فى الزمالك مع كامل تقديرى واحترامى لهم ليقولوا لى ولغيرى إن الزمالك لا يمانع فى التصالح مع جدو وإن النادى سيتنازل عن شكواه ضد اللاعب المقدمة إلى اتحاد الكرة وسيتنازل أيضا عن المليون ومائتى ألف جنيه وهى الغرامة التى كان اتحاد الكرة قد وقّعها على اللاعب لمصلحة الزمالك.. وفى المقابل سيسحب جدو البلاغ الذى كان قد تقدم به للنائب العام ضد مسؤولى الزمالك يتهمهم فيه بخيانة الأمانة.. يقولون لى ذلك الآن ومن المفروض أن أصفق لهذه الروح والمبادرات الطيبة وأحترم كل هؤلاء الذين قرروا فجأة أن يجنحوا للسلم.. ولكن أين كانت هذه الروح والمبادرات المسالمة ومعظمهم كانوا حتى أمس الأول فقط يصرخون بعنف وغضب ويؤكدون ويقسمون أنهم لن يتركوا حق الزمالك فى جدو يضيع وأن معهم كل الأوراق والمستندات التى تدين اللاعب وتحفظ حق النادى.. معظمهم أيضا كانوا يقسمون على أن جدو وقع على شرط جزائى قيمته ثلاثون مليون جنيه يدفعها إن لم يلعب للزمالك هذا الموسم.. بل أعلن هؤلاء حربا جديدة على اتحاد الكرة الضعيف المتخاذل الخائف من الأهلى وأعلنوا أنهم غير راضين عن العقوبة وأنهم يطالبون بالإيقاف وبغرامة مالية أكبر وأفدح.. لم يكن هؤلاء يقولون ذلك على استحياء أو فى غرف مغلقة أو فى قاعات للاجتماعات السرية.. إنما قالوه على الهواء وأوراق الصحف وفى كل مكان وطول الوقت.. وفجأة ودون أى شرح أو تفسير.. يتغير كل الكلام ويقال لنا إن الزمالك سيتنازل عن كل شىء حتى الغرامة المالية الموقعة من اتحاد الكرة.. وكلنا بالتأكيد سنحترم الحقائق حين تقال أمام الجميع فى الهواء الطلق.. أما أن يصر بعضهم على معاملتنا باعتبارنا من السذج والسفهاء لا نملك إلا الطاعة العمياء والتصفيق الدائم.. فهو أمر يفوق القدرة والاحتمال.. فلابد أن هناك أسباباً سرية.. ومقلقة ومزعجة.. تلك التى أجبرت الأسود الغاضبة على مثل هذا التراجع المهين.. منها بالتأكيد بلاغ جدو واتهامه الرسمى لمسؤولين فى الزمالك بخيانة الأمانة.. وقد كان من الممكن أن أفهم أن يجتمع مجلس إدارة الزمالك ويخرج ببيان يؤكد فيه أنه قرر الاكتفاء بعقوبة اتحاد الكرة ضد جدو وأنه أغلق تماما هذا الملف.. لكن هل من حق هذا المجلس التنازل عن غرامة مالية وقعها اتحاد الكرة رسميا ضد جدو لمصلحة الزمالك.. وبالتالى صارت من أموال الزمالك التى هى فى الأصل من المال العام الذى لا يملك ممدوح عباس ومجلسه التنازل عن جنيه واحد منه.. وهل الحقيقة الغائبة هى أنه هناك داخل وخارج المجلس من أساء إدارة الأزمة وارتكب أخطاء قانونية فادحة مثل تزوير محررات رسمية وكذب وادعاء باطل كانت ستنتهى بهؤلاء وراء القضبان ولهذا خافوا وجروا وقرروا التنازل عن كل شىء.. وأتمنى الآن أن تكون كل هذه الأقاويل والتصريحات مجرد شائعات أو اجتهادات شخصية من بعض مسؤولى الزمالك وأن مجلس إدارة النادى سيفاجئنا اليوم ببيان قاطع وقرار حاسم بالاستمرار فى قضية جدو، دفاعا عن حقوق الزمالك.. وإلا فالزمالك أبدا لا يستحق مثل هذا الهوان.. وهؤلاء الذين أداروا تلك الأزمة بمثل هذا الاستخفاف والعبث والسذاجة لا يستحقون شرف المشاركة فى إدارة شؤون ناد كبير وعريق بحجم ومكانة الزمالك.. وأنا شخصيا، أنتظر البيان القاطع بمواصلة الحرب، دفاعا عن حق الزمالك فى جدو. [email protected]