واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلى ارتكاب المجازر بحق العائلات الفلسطينية والنازحين فى غزة، بالتزامن مع عمليات قصف جوى ومدفعى مكثف، ضمن حرب الإبادة الجماعية التى بدأت أكتوبر من العام الماضى. وارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلى 5 مجازر جديدة ضد العائلات الفلسطينية فى قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، فى تقريرها اليومى، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 49 شهيدًا و219 مصابًا نتيجة لهذه المجازر، خلال ال 24 ساعة الماضية. وأشارت الوزارة إلى أن حصيلة العدوان الإسرائيلى المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفعت إلى 42.175 شهيد و98.336 مصاب بجروح متفاوتة. ونفذ جيش الاحتلال، أمس، عمليات تفخيخ ونسف ضخمة لمنازل المواطنين فى مناطق التوام والصفطاوى، وشن غارات على جباليا البلد وحى الزيتون، وقصف مدفعى مكثف على قليبو وبيت لاهيا ومخيم جباليا، فى محاولة لتهجير أهل الشمال وكسر صمودهم. ويواصل جيش الاحتلال فرض حصار مشدد على مخيم جباليا والطرق المؤدية إليه منذ 7 أيام، مترافقًا مع قصف عنيف يستهدف المدنيين، ويمنع وصول إمدادات الغذاء والدواء. وارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلى، مساء أمس الأول، مجزرة جديدة فى جباليا البلد شمال قطاع غزة، حيث قصفت ودمرت مربعًا سكنيًا فوق رؤوس ساكنيه، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والمصابين والمفقودين تحت الأنقاض. وأكد جهاز الدفاع المدنى وقوع شهداء وعشرات الجرحى نتيجة القصف الإسرائيلى الذى استهدف منازل تعود لعائلات دردونة وجنيد وعساف وعزام فى منطقة جباليا البلد. وأوضح أن المربع السكنى المستهدف يحتوى على 4 منازل مأهولة بالسكان، وتم انتشال 12 شهيدًا بينهم أطفال ونساء، وأكثر من 30 مصابًا، فيما لايزال حوالى 14 شخصًا مفقودين تحت الأنقاض. وأفادت وسائل إعلام محلية فلسطينية بأن طائرات الاحتلال الحربية شنت عدة غارات عنيفة على جباليا البلد، مما أسفر عن أكثر من 22 شهيدًا فى حصيلة أولية، بالإضافة إلى عشرات المصابين والمفقودين تحت أنقاض المنازل. وأوضحت أن البيوت تم تدميرها بالكامل جراء الغارات العنيفة واختفت معالمها، حيث ارتقى 15 شهيدًا تحت ركام منزل عائلة عساف وحده، من بينهم طفلة لم تتجاوز شهرها السابع، فيما تحول مكان المنزل إلى حفرة بعمق 20 مترًا. وقالت حركة حماس إن المجزرة التى ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلى فى جباليا البلد شمال قطاع غزة، والتى استهدفت العديد من العائلات الآمنة فى منازلها، تمثل استمرارًا لحرب الإبادة الإجرامية المدعومة من الولاياتالمتحدة ضد الشعب الفلسطينى فى غزة. وأضافت الحركة، فى بيانها، أن مجزرة الاحتلال فى جباليا البلد هى انتقام من المدنيين العزل بعد فشل الاحتلال أمام رجال المقاومة وصمود الشعب الفلسطينى فى الشمال. وأوضحت أن جيش الاحتلال قصف فى ساعة متأخرة من مساء الجمعة مربعًا سكنيًا فى محيط مسجد العمرى فى جباليا البلد، مما أسفر عن استشهاد 22 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة 90 آخرين، بالإضافة إلى العديد من المفقودين تحت الأنقاض. وقال عضو المكتب السياسى لحركة حماس، عزت الرشق، إن ما يحققه الشعب الفلسطينى والمقاومة فى جباليا ومخيمها من ملاحم بطولية فى الصبر والصمود ومواجهة العدوان، يمثل صورة مصغرة مشرفة للصمود الأسطورى والمقاومة الباسلة فى قطاع غزة. وأضاف «الرشق»، فى تصريحات صحفية، أن الكلمات تعجز عن وصف بطولات الرجال والنساء والعوائل الصابرة فى جباليا، الذين يرسمون بدمائهم ومعاناتهم وتضحياتهم مجدا عظيما للشعب الفلسطينى فى مشروعه المقاوم نحو الحرية والاستقلال. وشدد على أن خيار الشعب الفلسطينى كان وسيبقى ثابتاً على الأرض، متمسكا بالصمود والمقاومة فى مواجهة عدوان الاحتلال وإحباط مخططاته فى التهجير وتصفية القضية الوطنية.