قدمت دراسة جديدة تقديرات حديثة لعدد الأطفال والمراهقين المصابين ب قصر النظر على مستوى العالم، وأظهرت أنه زاد بشكل كبير منذ عام 1990. وفقًا لتحليل شامل جديد يبحث في انتشار اضطراب العين، سينمو عدد الأطفال والمراهقين المصابين بقصر النظر على مستوى العالم إلى أكثر من 740 مليون بحلول عام 2050. وقال مؤلفو الدراسة إن قصر النظر، عندما يواجه الأشخاص صعوبة في رؤية الأشياء عن بعد، قد زاد تدريجيًا منذ عام 1990 من حوالي ربع الأطفال والمراهقين إلى الثلث، مما يجعل انتشاره العالمي الحالي «كبيرًا». نشر البحث في المجلة البريطانية لطب العيون، وقدم تحليلًا ل 311 دراسة شملت أكثر من 5.4 مليون مشارك من 50 دولة. في حين كان من المعروف سابقًا أن قصر النظر آخذ في الازدياد، فإن الدراسة الجديدة، التي قادها باحثون في جامعة صن يات سين في قوانغتشو بالصين، تتضمن توقعات محدثة عبر 6 قارات لفهم مدى المشكلة بشكل أفضل. انتشار قصر النظر العالمي بشكل عام، توقعت الدراسة أن يكون هناك ارتفاع بنسبة 9 في المائة في انتشار قصر النظر العالمي بين عامي 2023 و2050. ومن المتوقع أن يكون الانتشار أعلى بين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و19 عامًا مقارنة بالأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عامًا، وفقًا للمؤلفين. وتتوقع الدراسة أنه بحلول عام 2050، سيكون أكثر من نصف المراهقين وأكثر من ربع الأطفال في هذه الفئات العمرية مصابين بقصر النظر. قال عمران جويد، استشاري طب عيون الأطفال في مستشفى مورفيلدز للعيون بدبي والذي لم يشارك في الدراسة، ل euronews: «هذا تنبؤ مقلق للغاية، ويتوافق مع البيانات السابقة ولكنه يمنحنا تقديرًا أكثر دقة وحداثة». يُنظر إلى قصر النظر الآن على أنه مرض يصيب العين، مضيفًا إلى أنه في حين كان يُنظر إلى قصر النظر في السابق على أنه اضطراب وليس مرضًا يصيب العين، إلا أن هناك خطرًا معروفًا لحدوث مضاعفات في وقت لاحق من الحياة. وقال إن القلق بشأن الأرقام الخاصة بالأطفال هو أنه «إذا أصبت بقصر النظر في سن أصغر، فسوف يكون لديك فترة أطول تنمو فيها عينك وستصبح أكثر قصر نظر»، مما يعني أن الأطفال الأصغر سنًا قد يكونون الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات. زيادة مضاعفة عند الأطفال وبينما كان معدل الانتشار أعلى بين المراهقين، وجدت الدراسة بشكل ملحوظ أن معدل نمو قصر النظر بين الأطفال على مدى العقود الثلاثة الماضية كان ضعف معدل المراهقين تقريبًا. ودعا تقرير صدر الأسبوع الماضي من الأكاديميات الوطنية الأمريكية للعلوم والهندسة والطب إلى تصنيف قصر النظر كمرض ويتطلب تشخيصًا طبيًا. وأوصى التقرير الحكومة الأمريكية بتشجيع الشباب على قضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق، وهو ما أظهرت الدراسات أنه يمكن أن يمنع قصر النظر. هل نستطيع حماية أطفالنا من قصر النظر؟ عمر مهرو، أستاذ علم الأعصاب الشبكية في جامعة لندن، والذي لم يشارك في الدراسة أيضًا، قال إنه في حين يمكن للنظارات تصحيح قصر النظر، فإن «قصر النظر المتزايد يزيد من خطر حدوث مضاعفات تهدد البصر، والتي تشمل انفصال الشبكية والتنكس البقعي الناجم عن قصر النظر». وتابع: «يمكن أن تؤدي هذه المضاعفات إلى فقدان البصر بشكل لا رجعة فيه. وبالتالي فإن فهم أسباب قصر النظر وكيفية الوقاية منه أمر مهم من حيث الصحة العامة». التفاوتات الإقليمية وعوامل الخطر على مستوى العالم، وجد التحليل الجديد اختلافات إقليمية ضخمة في انتشار قصر النظر في البلدان المشمولة بالدراسة، حيث كان أعلى معدل في اليابان وأدنى معدل في باراجواي. وبينما ليس معروفًا ما الذي يسبب قصر النظر، فهناك عوامل خطر معينة ووجد التحليل أن الأشخاص الذين يعيشون في شرق آسيا، في المناطق الحضرية وأولئك من الإناث هم أكثر عرضة للإصابة بقصر النظر. كما يمكن أن يساهم قضاء وقت أقل في الهواء الطلق وزيادة «العمل القريب»، والذي يتطلب التركيز على الأشياء القريبة من وجهك مثل الشاشة أو القراءة، في زيادة قصر النظر. وبينما لم يقدم المؤلفون أي تفسيرات لزيادة قصر النظر، فقد أشاروا إلى أن عمليات الإغلاق بسبب انتشار جائحة كورونا أثارت مخاوف بشأن «التأثير السلبي المحتمل» على صحة العين بسبب انخفاض الوقت الذي يقضيه المرء في الهواء الطلق، على الرغم من عدم الإبلاغ عن أدلة على هذا التأثير. وجدت الدراسة الجديدة أن آسيا لديها أعلى معدل انتشار إقليمي لقصر النظر، حيث كان أعلى بسبع مرات من معدل الانتشار في أفريقيا. وقد يصل معدل الانتشار الإقليمي في آسيا إلى 69 في المائة بحلول عام 2050. وقال القائمون على الدراسة: «يبدو أن السكان، وخاصة سكان شرق وجنوب آسيا، الذين خضعوا لتحولات اقتصادية سريعة، شهدوا أيضًا أسرع تحولات قصر النظر». وأضافوا أن التعليم الرسمي المبكر في بعض دول شرق آسيا قد يكون عاملًا مساهمًا. ما هي التدابير التي يمكن اتخاذها للوقاية من قصر النظر؟ قال «جويد» إن هناك بعض الطرق البسيطة التي تساعد في الوقاية من قصر النظر، مثل العمل على مسافة 30 سم من وقضاء الوقت في الهواء الطلق. استكمل: «نحن نشجع الأطفال دائمًا على قضاء ساعة على الأقل، وربما ساعتين يوميًا في الهواء الطلق في سن ما قبل المدرسة، لأننا نعلم أن هذا مرتبط بانخفاض مستويات قصر النظر أو انخفاض حدوثه». وذكر مؤلفو الدراسة أن الأفراد الشباب يجب أن يمارسوا تدابير حماية العين ويوصون بزيادة النشاط البدني وتقليل وقت مشاهدة التلفزيون ولعب ألعاب الكمبيوتر والتواجد على الإنترنت. كما دعوا السلطات إلى تقليل عبء الواجبات المنزلية الزائدة أيضًا.
