كلما استعاد «أحمد»، مشهد تعبئة أشلاء جزء من جسد أخيه «كريم» بشكائر أسمنت ووصولها إلى مشرحة زينهم، ندم على بطء تحركه لإنقاذ شقيقه من صديقه وزوجته وأم وشقيقة الأخيرة. يشعر أحمد بأسى على الصداقة التي تحولت ل«خنجر غدر».. يحزن على مصير أخيه «جثة ممزقة مرمية للكلاب الضالة» عند ترعة الشنبارى في أوسيم بالجيزة. اعترافات المتهمين محزنة خصوصًا صاحب الأخ: «حماتى ضربته على دماغه، وإحنا جبنا منشار وقطعنا الجثة، وحملناها على التروسكيل ورميناها، ودافع الجريمة أن المجنى عليه كان بيطالبنا بفلوسه عشان عايز ياخدها ويتجوز، وعايز يفض شراكته معايا في بيع ولم الكراتين»، وحاولنا تضليل أقاربه بمنشورات وهمية على حساب الضحية بفيس بوك تشير إلى أنه غادر البلاد بطريقة غير شرعية». «واكلين شاربين نايمين مع بعض» في ليلة صيفية، شعر فيها «كريم»، الشاب الثلاثينى، الأخ الأصغر ل «4 ذكور وأنثى» أنه فقد الجو العائلى، اتصل ب«أم محمد»، زوجة أخيه، ليطمئن على أحوالها وأحوال الأولاد، ويقول لها إنه في طريقه إلى منزلهم على أطراف النيل، ليقضى يومه معهم ووعدها ب«حفلة شواء»، لكنه لم يحضر ما جعلها تشعر بالقلق حتى وجدت شقيق زوجها «تامر»، يباغتهم بمكالمة عند منتصف الليل «إلحقوا أخونا الصغير اتقتل». سبق تحرك أسرة «كريم» إلى مركز شرطة أوسيم، للإبلاغ عن اختفائه المريب تواجد حماة صديقه «أمير» التي ظنوها «ست مجنونة» في بداية الأمر، إذ لم يستوعبوا حديثها، لصدمتهم في كلامها «ضربت الشاب صاحب جوز بنتى على راسه، لحد ما مات، وجبنا التروسكيل اللى كان شغال عليه مع زوجها، وشيلنا عليه جثته ممزقة ومعبأة في شكائر ورميناها في كل حتة، عشان ميبقاش فيه دليل علينا». قلب صاحب ال30 عامًا كان يستشعر خطرًا من صديقه، لذا ترك مكالمة مسجّلة بحوزة «إسلام»، ابن أخته، تقول «أم محمد»، زوجة شقيقه «أمير كان مهدده فيه، وحماته كمان كانت بتستدرجه لبيتها بحجة إن بينهم مشاكل عايزه يحلهالهم». زوجة شقيق «كريم»، التي تقدم نفسها باعتبارها أمًا ثانية له، تروى أنه تعرف إلى صديقه «أمير» قبل 6 سنوات، وكان يعيش رفقته في منزله «واكلين شاربين نايمين مع بعض»، منذ أكتوبر الماضى، إذ غادر بيتهم قائلًا لهم: «استأجرت حتة مخزن صغير، وهشترى مع صاحبى تروسكيل نشتغل عليه وهنلم كراتين ونبيعها، ونسترزق من الناس اللى عندها حمولة ننقلها من مكان للتانى». «أخويا معاك ليل نهار.. وانت اللى عارف سره» نفذ الثلاثينى مشروعه مع صديقه «ضمن مراته (أمير) في قرض، واشتروا التروسكيل، والقسط اتقسم عليهم الاتنين»، وفق زوجة أخيه: «سرعان ما دبت الخلافات بينهما، لأن (كريم) كان بيسيب فلوسه ومكسبه مع صاحبه، عشان يحوشهم معاه، بس فوجئ إنه آكل عليه جزء منها، وبيماطل في السداد». كانت الدموع تتساقط من عين «كريم»، حين حكى لزوجة أخيه قبل اختفائه بأيام إنّ في بنت عايز أتقدم لها واتجوزها، وبقول لأمير هات فلوسى عشان محتاجها رفض، وقالى خلاص ممكن تضمن مراتى في قرض ب20 ألف جنيه هديك منهم 10 آلاف، والباقى بعد أسبوعين، وفى 15 ألف هعطيهملك كاش من أصل 35 ألف جنيه مستحقة لى. عقب أن قص الثلاثينى تفاصيل خلافه مع «أمير»، «فص ملح وذاب»، وفق زوجة أخيه التي شرحت أنه: «كان ضامن مرات صاحبه في 3 قروض، غير أنه ضمنها في كمبيالات لشراء التروسيكل، اللى كان بيسدد أقساطه معاهم»، فإنهم «كنا بنلاقى الفيسبوك الخاص به مفتوح، فقلبنا كان بيطمن شويه إنه عايش بس مستغربين إن كان فيه بوستات بتنزل له وإنه بيقول إنه هسيب البلد وعمل هجرة غير شرعية للخارج، حتى قابل أخو جوزى صاحب (كريم) واتخانق معاه وقاله: (أخويا معاك ليل نهار، وانت اللى عارف سره وراح فين)، لتخاف حماة صاحبه وتجرى على المركز تبلغ بجريمتهم. جثة في شكائر «هتلاقوا الجثة في شكائر عند ترعة شنبارى»، قالتها حماة «أمير»، حيث توجهت مأمورية أمنية وعثرت على أشلاء ورأس آدمى، فيما كانت الكلاب تحوم حولها وتنبح، لتحمل إلى مشرحة زينهم، حيث يتعرف «أحمد»، الأخ الأكبر ل«كريم» على أخيه: «لما شوفت راسه اللى كانت مفصولة عن باقى جسمه عرفته»، يصف ذلك المشهد المأساوى، «شوفت الجزء اللى لقوه من جسم أخويا وكان مرمى للكلاب الضالة، متقطع حتت حتت، والمباحث قالوا لنا إنهم لسه بيدوروا على الباقى، لأن المتهمين وهم: صاحب أخويا، ومراته وأختها وحماته، اعترفوا بتمزيقهم لها ورميها بحيث يصعب التعرف عليها والحيوانات تاكلها». ينهار شقيق المجنى عليه: «أخويا كان حنين، متربى وابن أصول، بيشتغل وبيكسب بعرق جبينه، ليه دى تكون نهايته»، مناشدًا الجهات المختصة «عايزين بقية الجثة، عايزين ندفن الجثمان، نلاقى مكان نروح فيه نقرا الفاتحة لأخويا، وعايزين قصاص قانونى عاجل». محاولة تضليل بائسة أشلاء «كريم» لاتزال بالمشرحة، وطلبت النيابة العامة أخذ عينة من دمائه ومقارنتها بأخرى من دماء أفراد أسرته لبيان مطابقتها من عدمه، إذ إن التحقيقات مستمرة عقب حبس مرتكبى الجريمة الذين قالوا إن رغبة المتهم الأول في عدم سداد مستحقات المجنى عليه المالية وراء التخلص منه، وإنهم حاولوا تضليل أسرته بكتابة منشورات على صفحته من تليفونه عبر حسابه بموقع «فيسبوك»، مفادها أنه هاجر القاهرة إلى الخارج بطريقة غير شرعية.