ألقت الشروط الإسرائيلية الجديدة بظلالها على مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، فى اجتماع روما الأخير، والذى شارك فيه الوسطاء فى محادثات الهدنة إلى جانب رئيس جهاز الموساد، ديفيد برنياع. وكشفت مصادر قريبة من مباحثات روما، بشأن تبادل الأسرى، ومفاوضات وقف إطلاق النار، أن ممثل إسرائيل، رئيس جهاز الموساد، قدم للوسطاء، ورقة تتضمن شروطًا إسرائيلية جديدة تتعلق بنوعية الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب حماس بإطلاق سراحهم، مقابل الرهائن الإسرائيليين فى المرحلة الأولى من المسار التفاوضى. وأخبر «برنياع» الوسطاء بأن نتنياهو يرفض طلبات حماس، والتى من بينها أسماء الأسرى الفلسطينيين المحكوم عليهم بالسجن لفترات طويلة، ومن بينهم أسماء بارزة فى فصائل فلسطينية مختلفة، كما يصر على إبعاد عدد آخر إلى خارج فلسطين.وشملت الشروط الإسرائيلية الجديدة المطالبة بقائمة بأسماء الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات لدى حماس قبل بدء تطبيق الاتفاق. وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، نقلًا عن 7 مسؤولين شاركوا فى المحادثات أو اطلعوا عليها، أن المفاوضات لاتزال متوقفة على عدة قضايا رئيسية، خاصة فيما يتعلق ببقاء القوات الإسرائيلية فى غزة أثناء الهدنة. وتريد إسرائيل الاحتفاظ بنقاط تفتيش عسكرية على طول طريق سريع استراتيجى داخل غزة، لمنع مقاتلى حماس من نقل الأسلحة، وفقًا ل4 مسؤولين إسرائيليين ومسؤول من إحدى الدول الوسيطة. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الوثيقة الإسرائيلية المعدلة التى جرى تسليمها فى جولة مفاوضات روما شملت نقاطًا رئيسية، من بينها أسماء الأسرى، والبقاء فى نتساريم. ونقلت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، عن أحد الأشخاص المطلعين على المفاوضات، قوله إن التوصل لاتفاق بشأن غزة مرجح، لكنه ليس وشيكًا، وستتطلب المفاوضات وقتًا أطول. وقال قيادى فى حماس، رفض ذكر اسمه، إن «نتنياهو» يماطل فى التفاوض لخدمه أهدافه الشخصية ولا توجد إرادة لدى الاحتلال ولا أمريكا للتوصل لاتفاق، مؤكدًا تمسك الحركة بمبادئها القائمة على وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل من غزة، وعودة النازحين إلى شمال القطاع، فضلًا عن صفقة أسرى مشرفة. وأوضحت حركة حماس، فى بيان، أمس: «استمعنا للوسطاء عمّا جرى مؤخرًا فى اجتماع روما، ومن الواضح أن نتنياهو عاد من جديد لاستراتيجية المماطلة والتسويف والتهرب من الوصول لاتفاق من خلال وضع شروط ومطالب جديدة، فيها تراجع عمّا نقله الوسطاء على أنه ورقة إسرائيلية، والتى كانت جزءًا من مشروع بايدن». فى غضون ذلك، قال 6 مسؤولين إسرائيليين، ل«نيويورك تايمز»، إن نتنياهو يقف وراء الموقف المتشدد الذى اتخذته إسرائيل فى المحادثات الجارية فى روما، وإن كبار المسؤولين الأمنيين يضغطون عليه لإظهار مرونة لتأمين التوصل لاتفاق.