الإعلان عن ائتلاف عربي دولي لمناهضة «الأبارتهايد» والاستيطان الإسرائيلي

شارك عدد من الحقوقيين وخبراء قانون عرب في فعاليات الملتقى العربي لمناهضة الفصل العنصري والإبادة الجماعية والاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي، بالشراكة بين اتحاد المحامين العرب ودائرة مناهضة جريمة الفصل العنصري بمنظمة التحرير الفلسطينية في القاهرة، والمنظمة العربية لحقوق الإنسان.
افتتح اللقاء كل من الأمين العام لاتحاد المحامين العرب، النقيب المكاوي بن عيسى، والدكتور رمزي رباح، رئيس دائرة مناهضة الفصل العنصري في منظمة التحرير الفلسطينية، والسفير حيدر الجبوري، مدير إدارة شؤون فلسطين بجامعة الدول العربية.
وشارك في الملتقى عدد من الخبراء والسفراء، بينهم السفير الفلسطيني لدى القاهرة دياب اللوح، ورئيس اتحاد المحامين العرب الأسبق سامح عاشور، ونقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبوبكر.
تبنى اللقاء تكوين ائتلاف يضم عشرة اتحادات عربية إقليمية، بينها المنظمة العربية لحقوق الإنسان لمناهضة «الأبارتهايد» والاستيطان الإسرائيلي.
وشمل الملتقى ثلاث جلسات، حيث تناولت الأولى الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الإسرائيلي أمام محكمة العدل والجنائية الدولية (المسار والمقترحات)، ومناهضة المشروع الإسرائيلي الاستعماري لتقويض استقرار دول المنطقة.
وناقشت الجلسة الثانية الرواية الفلسطينية في مواجهة زيف السردية الإسرائيلية (دور الإعلام العربي في مواجهة انحياز الإعلام الأمريكي والغربي)، وكذلك الفن والثقافة والتراث والحفاظ على الهوية الحضارية والوطنية في مواجهة «الأبارتهايد» من أجل العدالة والحرية وحقوق الإنسان.
وبحثت الجلسة الثالثة استراتيجية العمل السياسي والشعبي للأحزاب والحركة الشعبية العربية في التصدي للمشروع الاستعماري والفصل العنصري، وكذلك الحراك العالمي نحو عزل ومقاطعة دولة الاحتلال وتجميد عضويتها في النقابات والاتحادات الدولية.
من جانبه، طالب علاء شلبي، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، بضرورة تعزيز تحشيد الرأي العام الشعبي والنقابي والسياسي لمواجهة جرائم الاحتلال وسياساته ومحاسبة نظام «الأبارتهايد» الإسرائيلي.
وأشار«شلبي» إلى أهمية أن تكون التحركات في المحافل القانونية الدولية مخططة ومدرسة ومنسقة، مشيدا باستعانة حكومة جنوب أفريقيا بثلاثة من كبار الحقوقيين الفلسطينيين في فريقها القانوني أمام محكمة العدل الدولية.
وأوضح «شلبي» أن قرار محكمة العدل الدولية بقبول نظر دعوى جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي في 26 يناير الماضي هو الإنجاز الأكبر أهمية من التدابير الاحترازية وكل التحركات الأخرى القانونية والسياسية لأنه قوض رواية الاحتلال التي تركز على استغلال جريمة الهولوكست لتغطية عدوانه وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.
وأشاد «شلبي» بانضمام مصر وليبيا والعراق مع ثماني دول غير عربية إلى دعوى جنوب أفريقيا، مناشدًا كافة الدول العربية بالمسارعة بالانضمام لدعم الحق الفلسطيني.
وعبر «شلبي» عن تحفظه لعدم إدراج قيادات عسكرية وأمنية للاحتلال في مذكرة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لإصدار أوامر توقيف بحق «نتنياهو» و«جالانت»، معتبرا أن ذلك من شأنه أن يضعف التحرك القانوني مستقبلًا، حيث كان من الحتمي والمطلوب على وجه السرعة ضم وزير الأمن القومي ورئيس الأركان وقادة المنطقة الجنوبية والطيران والحرية و«الشاباك» لقائمة المتهمين، منوها بتقاعس مدعي عام المحكمة في السنوات السابقة عن تنفيذ أمر التحقيق الصادر في مارس 2021 إلى ما بعد وقوع عدوان 7 أكتوبر، مشيرًا لأنه لولا الدماء الفلسطينية النفيسة التي سألت ما كان ممكنا أن يتحرك المدعي العام الحالي للمحكمة، وداعيا لتوفير تمويل عربي للمحكمة للوفاء بواجباتها في التحقيقات وتقويض الذرائع التي سبق وأن لجأ إليها المدعي العام لتبرير تقاعسه.
ووجه «شلبي» الشكر إلى اتحاد المحامين العرب على مبادرته، واقترح العودة إلى فكرة مبادرة الاتحاد لإنشاء الائتلاف العربي النقابي الواسع الذي قاده الاتحاد إبان الانتفاضة الفلسطينية الثانية، والذي شكل منصة للتعبئة الشعبية العربية ومنصة لبناء التحالفات الدولية.