تأتي زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى كوريا الشمالية، في وقت حساس، خاصة مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وتصريحات الدول الغربية بشأن تصعيد الحرب، وفي ظل التوتر بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية والولاياتالمتحدةالأمريكية، بسبب المناورات المشتركة. من جانبه قال الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، إن وضع كوريا الشماليةوروسيا في بنية الجغرافيا السياسية العالمية قد تغير، مشيرا إلى أن المعاهدة القوية مع روسيا هي وثيقة ذات طبيعة بناءة وواعدة حقا وسلمية ودفاعية، وهي مصممة لحماية المصالح الأساسية لشعبي البلدين والدفاع عنها، وتابع: ليس لدي شك في أنها ستصبح قوة دافعة لتسريع إنشاء عالم جديد متعدد الأقطاب. زعيم كوريا الشمالية خلال استقبال رئيس روسيا وأشار إلى أن الاتفاق يلبي الطبيعة الاستراتيجية للعلاقات بين البلدين، مضيفا: «لقد تغير الزمن، وضع كوريا الشماليةوروسيا في بنية الجغرافيا السياسية العالمية قد تغير أيضا، ووفقا له، فإن الاتفاق هو حدث مهم وينطوي على تطوير التعاون بين البلدين، بما في ذلك في مجال الاقتصاد والسياسة والشؤون العسكرية. وتابع: «هذا حدث مهم، بفضل إبرام اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة شرعت العلاقات بين بلدينا في مزيد من التنمية الواعدة لتحقيق تقدم البلدين وتعزيز رفاهية شعبيهما من خلال التعاون النشط في مختلف المجالات، بما في ذلك السياسة والاقتصاد والثقافة والشؤون العسكرية، ووعد كيم بأن حكومة بلاده»ستفي دائما بإخلاص بالتزاماتها بموجب المعاهدة. وكان بوتين قد أكد أن اتفاقية التعاون الاستراتيجي الشاملة بين روسيا وكوريا الديمقراطية تنص على تقديم المساعدة في حال تعرض أحد طرفيها لعدوان. وقال الرئيس الروسي، إن تصريحات الولاياتالمتحدة ودول الناتو الأخرى بشأن توريد أنظمة أسلحة عالية الدقة بعيدة المدى ومقاتلات «إف-16» وغيرها من الأسلحة والمعدات المماثلة لشن ضربات على الأراضي الروسية، مضيفا: «هذه ليست مجرد تصريحات، هذا يحدث بالفعل، هذا انتهاك صارخ للمواثيق الدولية التي تتحمل الدول الغربية مسؤولية الالتزام بها». وذكر بوتين أن اتفاقية التعاون الاستراتيجي الشاملة بين روسياوكوريا الشمالية تنص على تقديم المساعدة في حالة تعرض أحد طرفيها لعدوان. وقال بوتين التعاون الاستراتيجي الشاملة بين روسيا وكوريا الديمقراطية تنص على تقديم المساعدة في حالة تعرض أحد الطرفين لعدوان، وأكد بوتين أن «تطوير التعاون العسكري التقني مع كوريا الشمالية سيتم وفقا للمعاهدة الموقعة بين البلدين». وتابع: «يتخذ الأصدقاء الكوريون موقفا موضوعيا ومتوازنا بشأن موضوع التسوية الأوكرانية، ويتفهمون الأسباب الحقيقية للأزمة، كما أكد بوتين على أن»مثل هذا الموقف من القيادة الكورية هو تأكيد واضح آخر على نهج سيادي مستقل«، مشيرا إلى أن بلاده وكوريا الشمالية تتبعان سياسة خارجية مستقلة ولا تقبلان لغة الإملاء. وفي وقت حرج برزت فيه العلاقات الودية بين كوريا الشماليةوروسيا كحصن استراتيجي قوي للحفاظ على العدالة الدولية والسلام والأمن ومحرك لتسريع عملية البناء، في عالم جديد متعدد الأقطاب، عُقد اجتماع آخر لكبار قادة البلدين في بيونج يانج، مما أظهر بوضوح مرة أخرى قوة الصداقة والوحدة بين البلدين. تم تزيين مطار بيونج يانج الدولي بزي احتفالي للترحيب بحرارة، وكان العلمان الوطنيان لكوريا الديمقراطية والاتحاد الروسي يرفرفان فوق ساريي العلم، وشوهد في المطار ألكسندر ماتسيجورا، سفير روسيا لدى كوريا الديمقراطية، وأعضاء سفارته. وصافح كيم جونج أون بوتين واحتضنه بحرارة، معربًا عن فرحته وسروره بلقائه مرة أخرى في بيونج يانج بعد 270 يومًا من اللقاء في ميناء فوستوشني الفضائي في سبتمبر 2023. وأعرب بوتين عن سعادته بنجاح زيارته إلى بيونج يانج، وأعرب عن شكره العميق لكيم جونغ أون لحضوره إلى المطار لاستقباله بحرارة، وتلقى بوتين باقة زهور من إحدى العاملات. وكان من بين الوفد المرافق لبوتين وزير الخارجية سيرجي لافروف، والنائب الأول لرئيس الوزراء دينيس مانتروف، ونائب رئيس الوزراء ألكسندر نوباك، ونائب رئيس الإدارة الرئاسية، وفي نفس الوقت السكرتير الصحفي للرئيس دميتري بيسكوف، ومساعد الرئيس الروسي للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف، ووزير الخارجية. الدفاع أندريه بيلوسوف، وزير الموارد الطبيعية والبيئة ويرأس حاليًا الجانب الروسي للجنة الحكومية الدولية بين روسيا وكوريا الديمقراطية للتعاون في التجارة والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا ألكسندر كوزلوف، ووزير الصحة ميخائيل موراشوكو ووزير النقل رومان ستاروفويت. . واستقل كيم جونج أون سيارة بوتين الخاصة لإرشاده إلى مقر إقامته، وأثناء مرورهم بشوارع بيونج يانج، تم استقبالهم بالتصفيق، حتى وصلوا إلى أماكن الإقامة في دار ضيافة ولاية كومسوسان، وقام كيم جونج أون بتوجيه بوتين شخصيًا، وأجرى معه محادثة ودية.
