غادر مراقبون خليجيون سوريا الأربعاء بعدما قالت حكوماتهم إنها متأكدة من «استمرار نزيف الدم وقتل الأبرياء»، كما سعت الجامعة العربية إلى دعم الأممالمتحدة لخطة تهدف إلى إنهاء حكم الرئيس السوري بشار الأسد. لكن مراقبين عربا آخرين في دمشق تعهدوا بالمضي في بعثة المراقبة التابعة للجامعة، والتي تقرر تمديد عملها حتى 23 فبراير، لتقييم التزام سوريا بخطة سلام عربية سابقة. وقال مراقب عربي كبير، طلب عدم ذكر اسمه، إن مغادرة دول مجلس التعاون الخليجي لن تؤثر على عمل البعثة العربية، مشيرا إلى أن بقية أعضاء الوفد بإمكانه القيام بالعمل، وأضاف: «نحن هنا زهاء 170عضوا وبعدما غادروا أصبحنا حوالي 120عضوا». والمراقبون الذين غادروا من دول الكويت والإمارات والبحرين، ويتوقع أن يغادر مراقبون من دول خليجية أخرى دمشق قريبا. وكتب نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، ورئيس الوزراء القطري، حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس لجنة الجامعة بشأن سوريا، خطابا مشتركا إلى بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، حول خطة للتوصل إلى حل سياسي في سوريا. ويطلب الخطاب عقد اجتماع مشترك في مقر الأممالمتحدة لإطلاع مجلس الأمن على التطورات والحصول على دعم المجلس لهذه الخطة. وقال عدد من الدبلوماسيين في الأممالمتحدة إن فرنسا وبريطانيا تعملان مع قطر ووفود عربية أخرى على مسودة قرار جديد يدعم خطة الجامعة العربية. ومن شأن دعوة الجامعة العربية للرئيس السوري بشار الأسد لنقل صلاحياته إلى نائبه أن تزيد الضغوط على روسيا لتوضيح سبب استمرارها في عرقلة أي تحرك في الأممالمتحدة لوقف إراقة الدماء في سوريا. كان وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، قد أكد في وقت سابق، الأربعاء، أن بلاده مازالت تعارض فرض عقوبات على سوريا، كما أكد معارضة موسكو لأي تدخل عسكري أجنبي في سوريا. واتهمت جماعات معارضة سورية بعثة المراقبين، التي بدأت عملها يوم 26 ديسمبر، بإعطاء الأسد غطاء دبلوماسيا للمضي في قمع المحتجين في سوريا، التي تقول الأممالمتحدة إن 5000 شخص قتلوا فيها منذ بدء الاحتجاجات.
