بدأت اليوم الجمعة نفحات العشر الأوائل من شهر ذي الحجة للعام الهجري 1445، وهى أيام من أعظم وأفضل الأيام التي يُستحب الإكثار من الطاعة بها، إذ أقسم الله عز وجل بها في القرآن الكريم في سورة الفجر، حسب بعض التفاسير، قائلًا:«وَلَيَالٍ عَشْرٍ». وأوضح الشيخ محمد على العليمي، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوي الإلكترونية، إنه على من لم يستطع صيام الأيام التسع الأولى من شهر ذي الحجة، فإن أبواب الخير كثيرة ورحمة الله واسعة ولم يقف الخير على حد الصيام، والعبدالذي لا يستطع الصيام فيُمكنه حمد الله كثيرًا والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، موضحًا فضل ذكر الله بترديد «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير». وأضاف «العليمي» خلال استضافته عبر «القناة الأولى المصرية»، أننا نحتاج إلى فهم ثقافة فعل الخير فهى ليست قاصرة على القراءة في المصحف الشريف فقط، بل تضمن الكثير من الأعمال ومنها الإحسان للوالدين ومعاملة الآخرين بالإحسان وإزالة الضغناء والخلافات بين صديقي في العمل ونشر البسمات والضحكات في وجه الناس فكل هذا من فعل الخيرات، موضحًا أننا نحتاج إلى أن نفهم معنى الخير بصورته الواسعة الذي قال فيه الله عز وجل «وافعلوا الخير». وذكر عضو مركز الأزهر العالمي للفتوي الإلكترونية، أن مطلق عمل الخير في هذه الأيام له الكثير من الأجر والمزيد من الثواب، وما يستطيع العبدمن فعل الخير فليفعله، ففي هذه الأيام يجب على العبدالحرص على آلا يمر عليه يوم دون أن يقرأ فيه من كتاب الله عز وجل قدر المستطاع، وأن يجعل له ورد من ترديد الصلاة على الرسول الله عليه وسلم، كذلك مراجعة نفسه ومحاسبتها ما إذا كان ظلم غيره أم لا (ظلمت مين واعتديت على مين وأخذت حق مين)، وذلك حتى يستطيع العبدالتتخلص من هذه المظالم. وتابع أن البعض يتساهل في ظلم زميله وصديقه رغم أن مظالم العباد لا يغفرها الله حتى يغفرها صاحبها ولا يكفرها أي عمل صالح إلا إذا عفى عنها صاحبها، واستشهد بقول الرسول صلى الله عليه وسلم:«الدَّواوينُ عِندَ اللهِ عزَّ وجلَّ ثَلاثةٌ: ديوانٌ لا يَعْبأُ اللهُ به شَيئًا، وديوانٌ لا يَترُكُ اللهُ منه شَيئًا، وديوانٌ لا يَغفِرُه اللهُ، فأمَّا الدِّيوانُ الذي لا يَغفِرُه اللهُ: فالشِّركُ باللهِ، قال اللهُ عزَّ وجلَّ: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ} [المائدة: 72]، وأمَّا الدِّيوانُ الذي لا يَعبَأُ اللهُ به شَيئًا: فظُلمُ العَبدِ نَفْسَه فيما بَينَه وبَينَ رَبِّه؛ مِن صَومِ يَومٍ ترَكَه، أو صلاةٍ ترَكَها، فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَغفِرُ ذلك ويتَجاوَزُ إنْ شاءَ، وأمَّا الديوانُ الذي لا يَترُكُ اللهُ منه شَيئًا: فظُلمُ العِبادِ بَعْضِهم بَعْضًا، القِصاصُ لا مَحالةَ» وقال العليمي: «أي أن الذنوب التي يرتكبها العبدتنقسم لثلاثة، واحدة منهم الله عز وجل لا يعبأ بها وهى التي تكون بين العبدوبين الله، وبمجرد توبة العبدوندمه على فعلها والعزم على عدم الرجوع، تاب الله عليه وعفا عنه». وأوضح أن ديوان مظالم العباد لا يغفره الله حتى يغفره صاحبه، وحتى لو الإنسان أدى فريضة الحج التي تغفر للعبدذنوبه كيوم ولدته أمه كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:«من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه»، مُضيفًا:«والله لو ظللت تحج عشرة أعوام وأنت في كل عام تقف على عرفات وتدعو الله أن يغفر لك وأن يتوب عليك وتكثر من الأعمال الصالحة، فإنك قد افتقدت ركن من أركان التوبة وهو رد المظالم إلى أصحابها».