عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، وزير التعليم غابرييل أتال البالغ من العمر 34 عامًا رئيسًا لوزراء البلاد، ليكون بذلك أصغر رئيس وزراء في تاريخ فرنسا الحديث. جاء تعيين «أتال» رئيسًا للوزراء في أعقاب قبول «ماكرون» أمس الاثنين، استقالة رئيسة الوزراء إليزابيث بورن البالغة من العمر 62 عامًا. ويسعى الرئيس الفرنسي لبث حياة جديدة في ولايته الثانية قبل انتخابات البرلمان الأوروبي، وعلى الرغم من أن ترشيح «أتال» لن يؤدي بالضرورة إلى أي تحول سياسي كبير، لكنه يشير إلى رغبة «ماكرون» في تجاوز إصلاحات معاشات التقاعد والهجرة التي لم تحظى بشعبية العام الماضي، وكذلك تحسين فرص حزبه الوسطي في انتخابات الاتحاد الأوروبي في شهر يونيو، وفقًا لوكالة «رويترز». من هو غابرييل أتال؟ في السنوات الأولى من رئاسة إيمانويل ماكرون، كان «أتال» واحدًا ضمن مجموعة من الشباب الحاصلين على تعليم جيد، الذين تم اختيارهم لتقديم المشورة والدعم للزعيم الفرنسي الشاب، وفقًا لصحيفة «ذا جارديان». والديه هما إيف أتال المحامي والمنتج السينمائي من أصل يهودي تونسي توفي عام 2015، وماري دي كوريس التي ترجع أصولها إلى أوديسا، إذ نشأ «أتال» في باريس مع شقيقاته الثلاث الأصغر منه. تلقى تعليمه في مدرسة الألزاسين، المدرسة الخاصة المفضلة للآباء البارزين في السياسة والفنون في باريس حيث دروس اللغة الإنجليزية إلزامية من المستوى الابتدائي، ثم التحق بجامعة العلوم السياسية المرموقة وحصل على درجة الماجستير في الشؤون العامة. وفي عام 2012 حصل «أتال» على وظيفة بدوام كامل بوزارة الصحة الفرنسية وهو في عمر ال23 عامًا. ووفقا لما رووه أصدقائه، فقد اندلع طموحه السياسي عندما حضر مظاهرة ضد جان ماري لوبان عندما تم التصويت للزعيم اليميني المتطرف في الجولة الثانية من جولة الإعادة الرئاسية ضد جاك شيراك في عام 2002، وانضم إلى الحزب الاشتراكي في عام 2006 ودعم مرشحته الرئاسية، سيغولين رويال، في انتخابات عام 2007. وفي عام 2016، ترك الحزب الاشتراكي لينضم إلى حزب ماكرون السياسي الوسطي الناشئ، ومنذ ذلك الحين، أصبح صعوده عبر المناصب السياسية سريعًا ولا يمكن إيقافه، وفي سن التاسعة والعشرين من عمره، تم تعيينه وزيرًا للدولة في وزارة التعليم، ليصبح أصغر عضو في الحكومة في عهد الجمهورية الخامسة. وبالإضافة إلى شغله منصب وزير التعليم، شغل «أتال» العديد من المناصب السياسية رفيعة المستوى بما في ذلك رئيس حزب الجمهورية إلى الأمام، والمتحدث باسم الحكومة، ووزير الحسابات العامة.
