مها حسن طايع، إحدى مستفيدات الدعم النقدى تكافل وكرامة، حصلت على فرصة توظيف فى أحد مصانع الملابس الجاهزة بمدينة كفر شكر بمحافظة القليوبية، ضمن أنشطة برنامج فرصة الذى تتبناه وزارة التضامن الاجتماعى، وبمساعدة الجمعية المصرية للتوعية والتنمية الشاملة، الشريكة للوزارة. مها، صاحبة ال40 عاما، تغيرت شخصيتها، كما تغيرت شخصية أطفالها الأربعة على غير ما كانت تتوقع. مها شاركت فى اللقاء الذى نظمته الجمعية المصرية للتوعية والتنمية الشاملة لعدد من المستفيدين والمستفيدات من الدعم النقدى تكافل وكرامة، لعرض فرص التوظيف والمشروعات المتناهية الصغر التى يوفرها برنامج «فرصة»، وأيضًا فرص التدريب التى تسبق التوظيف. وقالت مها: «لقيت التوظيف فعلًا فرصة بالنسبة لى، عشان الإمكانيات فى البيت مش أحسن حاجة، وزوجى أرزقى، وأولادى الأربعة فى التعليم، وكل واحد له طلبات، فقدمت أوراقى، وكلمونى وعرفت إنى اتقبلت، والتدريب والوظيفة فى أحد المصانع للملابس الجاهزة فى كفر شكر، والمرتب 1700 جنيه، كان عندى ماكينة صغيرة فى البيت كنت بخيط عليها حاجات بسيطة، لكن فى التدريب تعلمت حاجات كتير وبقى عندى مهارات كتير على ماكينة الخياطة». تلقت مها تدريبًا فى الجمعية على مهارات الحياة، وكيفية التعامل مع زملاء العمل والمدير فى العمل، وأيضًا على كيفية التأقلم مع حياة الزوجة والأم العاملة، وإدارة أمور البيت والأطفال مع العمل خارج المنزل، لضمان استقرار مها فى الوظيفة. وأضافت مها: «بالنسبة لى كانت أول مرة أخرج أشتغل برة البيت، فوضع جديد بالنسبة لى ولزوجى وأولادى، وكان مهم قوى التدريب اللى بدأنا به قبل ما أنتظم فى الشغل كل يوم، اتعلمت مهارات حياتية، يعنى لو عندى مشكلة إزاى أقدر أحلها، وازاى أتعامل مع الناس ومع زمايلى، وإزاى كمان أنظم وقتى، وأمشى حياتى فى الشغل وفى البيت إزاى مع بعض». وتابعت «أولادى اعتمدوا على نفسهم بعد ما اشتغلت»، جمعت مها أولادها الأربعة قبل أن تستلم وظيفتها، وقالت للبنات الثلاث والولد: «بابا بيشتغل عشانكم، وماما دلوقت هتخرج تشتغل عشانكم، فانتم لازم تبقوا قد المسؤولية وتساعدونى، لأن أنا اللى كنت باعمل كل حاجة فى البيت، ودلوقت نازلة أشتغل». وقالت: «أولادى مش صغيرين، فى إعدادى وثانوى، واتفقت معاهم على تنظيم الوقت، عشان كل واحد يذاكر ويساهم فى شغل البيت، وقسمنا الأدوار، زى ما تعلمت فى التدريب اللى أخدته فى الجمعية، وفعلًا لقيت شخصياتهم تغيرت، بقوا بيعتمدوا على نفسهم، بدل ما كانوا بيعتمدوا علىّ فى كل حاجة، وكمان بقوا يقدروا ياخدوا قرارات لوحدهم وأنا فى الشغل، وبيتشاوروا مع بعض، أنا حسيت خلال شهور قليلة إن بقى عندهم إرادة، وكمان بقى عندهم طموحات فى الشغل، ومنهم بقى يفكر يشتغل أثناء الأجازة، عشان يبقى عندهم خبرة، وبقوا مؤمنين إن تعليمهم هو اللى هيخليهم يبقوا مميزين فى المجتمع». رغم أنها زوجة منذ ما يقرب من 20 عامًا، وأم لأربعة فى الثانوى والإعدادى، إلا أن مها لم تشعر أنها مهمة فى البيت، إلا بعد أن حصلت على راتب فى يدها، مكنها من أن تلبى بعض احتياجات أولادها. وقالت «الحمد لله الجماعة فى الشغل معاملتهم كويسة ومحترمة قوى، وأنا بتعامل على أنى موظفة ولى تأمين، ودى حاجة مكنتش أحلم بيها، كان نفسى من زمان أحس الإحساس ده، وإن لما ييجى آخر الشهر هقبض مرتبى كامل وأكون عاملة حسابى عليه، وإن ده يبقى دايم كل شهر، وأقدر أخطط لكذا شهر قدام، والحمد لله شغلى قريب من البيت، فبروح مشى ومش باصرف مواصلات، يعنى ال1700 جنيه، باخدهم كلهم كاملين، وبقيت بقدر أساعد فى مصاريف البيت، وحسيت بأهميتى فى البيت، وبقيت ست قوية، لأن الأول كان ييجى العيل يقولى يا ماما أنا عايز كذا، فبيكون مش معايا أجيب لهم، لكن دلوقتى الحمد لله لا، اللى بيحتاج حاجة بعرف أجيبها، والحمد لله قدرت أنا وزوجى إن إحنا الاتنين نقدر نوازن مع بعض الحياة». لا تخشى مها من توقف دعم تكافل إذا استقرت فى وظيفتها، الذى وفره لها برنامج فرصة التابع لوزارة التضامن الاجتماعى، من أجل أن يستطيع مستفيد تكافل الخروج من دائرة الفقر والاعتماد على نفسه فى الدخل، «مش خايفة أن دعم تكافل يقف، دلوقت أو بعد كده هيقف دعم الأولاد لما يخلصوا الثانوى، وهيقل الدعم اللى باخده قوى، يبقى الأحسن هو الوظيفة، اللى مرتبها أكثر بكتير من دعم تكافل، وكمان المرتب بيزيد كل فترة، وأقدر أحوش منه وأعمل جمعية ولما أقبضها أبدأ أجهز البنات». مها التى تحمل دبلوم التجارة، تشجع جاراتها اللاتى فاتهن قطار التعليم، أن يلحقن به، لكى يجدن فرصة توظيف مثل التى حصلت عليها: «التعليم والشغل ملوش علاقة بالسن، هم بيعطوا للست قوة فى أى عمر، من تجربتى بقول إن الشغل ملوش علاقة بالسن، اللى عايزة تشتغل عشان عيالها وبيتها وجوزها وعشان حياتها تستمر، هتقدر تشتغل فى أى سن، ومش لازم تكون اشتغلت فى العشرينيات أو الثلاثينيات، هتقدر تتعلم الشغل فى أى وقت، المهم متسمعش للناس اللى بتكسر المجاديف، لأنهم مش عايزين الناس تنجح».
