قال أنطونيو جوتيروش، الأمين العام للأمم المتحدة، في رسالة صحفية عقب زيارته اليوم إلى مصر: «الوزير سامح شكري، أتوجه إليكم بالشكر على حفاوة الاستقبال وعلى عملكم الحيوي واسمح لي، من خلالكم، أن أقدر وأحيي الرئيس عبدالفتاح السيسي على قيادته الحاسمة«. وأضاف: «إنني في الشرق الأوسط في مهمة إنسانية في لحظة أزمة عميقة – أزمة لم تشهدها المنطقة منذ عقود، بدأت تلك الأزمة بالهجمات الفظيعة لحماس في السابع من أكتوبر والتي قتلت وجرحت واختطفت عددا كبيرا من المدنيين – من إسرائيل، وفي واقع الأمر، من شتى أنحاء العالم، ولقد أدى ذلك بإسرائيل إلى حصار كامل على غزة وحملة قصف لا هوادة فيها، مع تكلفة متصاعدة على المدنيين – الغالبية العظمى منهم من النساء والأطفال، ولكن أيضا من الصحافيين والعاملين بالمجال الصحي وغيرهم الكثير بمن في ذلك موظفونا الأمميون. وتابع: « أن القانون الدولي الإنساني يجب احترامه كما أن حماية المدنيين واجبة. كذلك فإن أي هجوم على مستشفى أو مدرسة أو مقر تابع للأمم المتحدة هو أمر محظور بموجب القانون الدولي. وقال:. إنني في مواجهة هذه الكارثة الإنسانية، أدعو إلى عملين إنسانيين فوريين، بالنسبة إلى حماس، أدعو إلى إطلاق سراح الرهائن فورا ومن دون شروط، وبالنسبة إلى إسرائيل، أدعو إلى الوصول الفوري من دون قيود للمساعدات الإنسانية من أجل الاستجابة إلى أبسط الاحتياجات الأساسية لشعب غزة. وتابع: كى أكون واضحا، فإن للشعب الفلسطيني مظالم مشروعة وعميقة بعد ستة وخمسين عاما من الاحتلال ولكن تلك المظالم على جسامتها، لا يُمكن أن تبرر الاعتداءات الإرهابية وإن تلك الاعتداءات على فظاعتها، لا يُمكن أن تبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني. وقال «إن كلا النداءين الإنسانيين اللذين أوجههما هو مهم في حد ذاته، وللمساعدة في تحقيق هذين النداءين، أطالب بوقف فوري لإطلاق النار. وأضاف «على مدار ما يقرب من الأسبوعين، يعيش شعب غزة من دون أي شحنات من الوقود والغذاء والمياه والدواء وغير ذلك من المستلزمات التي لا غنى عنها ..الأمراض تتفشى. والإمدادات تتناقص. والناس يموتون. ولقد روعتني صور الوفيات والدمار في المستشفى الأهلي والمدنيون في غزة في أمس الحاجة إلى الخدمات والمستلزمات الأساسية – ومن أجل ذلك نحتاج إلى الوصول الإنساني العاجل ومن دون عوائق. وتابع «نحن بحاجة إلى الغذاء والمياه والوقود الآن – ونحتاج لكل ذلك على نطاق واسع – ونحتاج لأن يكون كل ذلك مستداما، وليس المطلوب هو عملية بسيطة. إنما المطلوب هو جهد مستمر لإيصال المساعدات الإنسانية إلى شعب غزة، وبعبارات واضحة، يعني ذلك أن عمال الإغاثة الإنسانية بحاجة إلى إدخال المساعدات – وهم بحاجة إلى أن يتمكنوا من توزيعها بأمان. وعن زيارته لمصر قال «إنني متواجد في مصر لأشهد استعدادات الأممالمتحدة لكي تتمكن من إيصال الدعم الهائل إلى شعب غزة، وفي خضم هذه الجهود المُنقذة للحياة، لا يتمتع مطار العريش ومعبر رفح بالأهمية الحاسمة فحسب، وإنما هما يُمثلان الأمل الوحيد لنا، إنهما شريان الحياة لشعب غزة واضاف «إن مصر، من خلال أفعالها وانفتاحها، تُظهر كيف أنها ركيزة للتعاون متعدد الأطراف – ومرساة في المساعدة في نزع فتيل التوترات وتخفيف الألم والمعاناة الإنسانيين الهائلين، ونحن نعلم أنه كلما طال أمد ذلك، كلما زاد خطر انتشار العنف، ويجب أن نعمل لتفادي ذلك مهما تكلف الأمر. ولقد كانت مصر في مقدمة تلك الجهود. والوصول لوقف لإطلاق النار هو أيضا جزء أساسي من هذا الجهد. واختتم كلامه قائلا «إنني أتطلع إلى دعم هذه المبادرة وغيرها من خلال الانخراط الدبلوماسي المكثف في مصر – انطلاقا من هنا، والآن، ولا ينبغي أن ننسى أبدا أنه في النهاية، نحن بحاجة إلى حل مستدام كما أُشار] وزير الخارجية شكري [. فلا حل ممكنا من دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة، جنبا إلى جنب مع إسرائيل مع ضمان الأمن المتبادل وبالاتساق مع القرارات الدولية وفي ضوء الاتفاقات التي تأسست بين الطرفين.