في سابقة هي الأولى من نوعها منذ إعلان قيام كيان الاحتلال الإسرائيلي، فرض مسلحو كتائب القسام، معادلة جديدة عقب وصولهم إلى معاقل جنرالات الاحتلال واقتيادهم من داخل مستوطنات ومدن غلاف غزة، جنوبى الأراضى الفلسطينية المحتلة إلى داخل القطاع، ما أجبر بعض قاطني تلك المستوطنات التي تضم نحو 60 ألفا من مستوطني الاحتلال على النزوح منها بشكل جماعى، فيما وجوههم أغشاها الهلع عقب مقتل 600 من قاطنيها، بينهم 25 جنرالا، تزامنا مع تأكيد الاحتلال «إخلاء» 7 مواقع اتخذ منها مسلحو الفصائل معاقل لمعركتهم المتواصلة منذ 48 ساعة. إخلاء 7 مواقع باتت «معاقل» لمقاومي كتائب القسام وتصدر نزوح المستوطنين من مدن ومستوطنات غلاف غزة، عناوين الصحف العبرية مع إرباك المقار الإدارية والمصانع وخروج بعض مطارات الاحتلال عن العمل وتحذير هيئة الطيران الإسرائيلية من تحليق كثيف لمسيرات الفصائل فوق أجواء غلاف غزة، وذلك بعد إعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى، دانيال هجارى، أن «إسرائيل في حالة حرب»، وأن قواته عازمة على إخلاء 7 مواقع، زاعما أن مقاتلى الفصائل باتوا يتخذونها معاقل عسكرية لهم. وتوقع المسؤول العسكرى الإسرائيلى «أياما صعبة» وربما «مزيد من الإخلاء» عقب 48 ساعة من استمرار تسلسل مسلحى الفصائل إلى مستوطنات ومدن الغلاف حتى مثول الجريدة للطبع. تسلل مرعب ومباغت ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن جيش الاحتلال قوله إن «حماس» تسيطر فعليا على المستوطنات الواقعة في غلاف غزة، وتناولت القناة ال12 العبرية حالة الهلع والنزوح الجماعى من مستوطنات ومدن الغلاف. ووصفت صحيفة هآرتس وضع المستوطنات ب«المرعب»، مؤكدة أن 25 عسكريا بجيش الاحتلال يحملون رتبا متفاوتة قتلوا في أول أيام «طوفان الأقصى»، إثر التسلسل «المرعب والمباغت» لمسلحى الفصائل. الفصائل تفرض واقعا جديدا وفي تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»، أكد الخبير العسكرى الفلسطينى، إبراهيم حبيب، أن كتائب القسام فرضت واقعًا جديدًا سيجبر الاحتلال على إجلاء هؤلاء المستوطنين نحو المستعمرات الزراعية فيما يعرف ب«الكيبوتسيم» أو نقلهم إلى مدن أبعد في الداخل المحتل، مؤكدا أن الامتيازات التي تمنحها تل أبيب لقاطنى تلك المنطقة لتحفيزهم على البقاء فيها لن تقوى أمام المخاطر والهلع الذي يعيشونه، وهو ما عكسته مشاهد الفرار الكبير منها. تحطم خدعة الجيش الذي لا يقهر وأكد الخبير الفلسطينى أن التطور النوعى في أداء مسلحي كتائب القسام يؤكد أنها تتدرب على عملية «طوفان الأقصى» منذ أعوام، لافتا إلى التطور النوعى في العتاد، لا سيما المسيرات والطائرات الشراعية المصنعة محليا، مشددا على أن أهم عوامل نجاح «طوفان الأقصى» هو التطور المخابراتى بأداء الفصائل، الذين تمكنوا من الوصول للجنرالات واقتيادهم من بيوتهم، معتبرا أن ما جرى هو تغيير لقواعد الصراع العربى الإسرائيلى، لا سيما أن الشعوب أيقنت أن حالة التهويل التي رسمت حول إسرائيل مجرد خدعة. في السياق ذاته، نقلت نيويورك تايمز عن خبير عسكرى إسرائيلى أن «فشل» جهاز الاستخبارات وإخفاقه في مواجهة «طوفان الأقصى» سيدفعه لانتهاج استراتيجيات مختلفة تجاه قطاع غزة وتعامله الأمنى مع الفصائل.
