عرفت جورج إسحق منذ 40 سنة وتحديدًا فى جلسات ولقاءات لجنة العدالة والسلام التابعة لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك والتى كانت تهتم بالمواطنة وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية كنتيجة للمجمع الفاتيكانى الثانى الذى جدد الاهتمامات الكنسية وكانت هذه المواضيع ما زالت جديدة فى العالم وعلى المجتمع المصرى. وقد تعرفت عليه من خلال أصدقاء مشتركين على سبيل المثال الدكتور نبيل عبدالفتاح والدكتور سمير مرقص وجورج عجايبى والأب كريستيان فان نسبن والأب جورج قنواتى ود. سمير عليش وغيرهم من أعلام المجتمع الثقافى والفكرى، وترأس هذه اللجنة المرحوم الأنبا حنا قلته، وكنا نتشوق للقاء بعضنا البعض فى الاجتماع الشهرى وهناك تعرفت عن قرب على الأستاذ جورج إسحق وأصبحنا صديقين نتشارك نفس هموم الوطن والإنسان. جورج إسحق من مواليد مدينة بورسعيد عام 1938 وتخرج فى كلية الآداب عام 1964 وعمل مدرسًا لمادة التاريخ ثم مديرًا للمدارس المارونية فمدرسة التوفيق القبطية وعضوًا فى الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية ومستشارًا إعلاميًّا لها ونظم لها عدة فعاليات. عُرف جورج إسحق بصوته الجهورى مدافعًا عن الحق والعدل والمساواة والحرية، لذا وهو شاب شارك فى مظاهرات الطلبة أشهرها مظاهرات 1968 التى طالبت بالحرب عوضًا عن هزيمة يونيو 1967 بعد أن شعر شباب ذلك الوقت بالإحباط جراء الهزيمة والنظام السياسى على حد سواء. ومع تأسيس حركة «كفاية» أصبح أحد أبطالها بل أيقونتها والتى مهدت لثورة يناير 2011 رافضًا سياسات هذا العهد وأيضًا ثورة يونيو 2013 مدافعًا عن الوطنية المصرية ضد السياسات الفاشلة للإخوان المسلمين وفى الأخير كان عضوًا فعالًا فى المجلس القومى لحقوق الإنسان مقدمًا كثيرًا من الدراسات فى هذا المجال. جورج إسحق مصرى وطنى أصيل، هدفه تحقيق العدالة والمواطنة ويفعل ما يمليه عليه ضميره وحسه الوطنى وقد التف حوله كثيرون من الشباب ينهلون من علمه ووطنيته، فكان على المستوى الشخصى محبًّا ودودًا مع الكل دون تفرقة ومخلصًا للأصدقاء إخلاصًا غير عادى لا يأكله فعل الزمن. رحم الله هذا الفارس الوطنى النبيل الذى أعطى للتربية والتعليم والوطنية الكثير والكثير.
