مع اقتراب موعد عقد قمة الزعماء في نهاية هذا الأسبوع في مؤتمر التغيرات المناخية في كوبنهاجن، بدأت الحكومة الدانماركية في تكثيف جهودها لتقريب وجهات النظر بين أطراف بورتوكول «كيوتو» واتفاقية تغير المناخ. حيث قدمت الحكومة الدانماركية اليوم الأحد، خلال الجلسة الخاصة التي عقدتها مع ممثلي الحكومات المشاركين في المؤتمر 4 خيارات ترضي جميع الأطرف بالنسبة لبروتوكول «كيوتو»، حيث عرضت الحكومة إما الوصول إلى اتفاق بين جميع الدول الأعضاء على امتداده لمرحلة ثانية تبدأ عام 2012 وتستمر لفترة تتراوح بين 5 سنوات وحتى 8 سنوات، أما الخيار الثاني فهو الاتفاق بين جميع الأطراف على اتفاقية جديدة كبديل ل «كيوتو» ولملزمة قانونا للجميع وفيما يخص اتفاقية تغير المناخ، فقد عرضت الحكومة الدانماركية، خياران الأول يتعلق بالتوصل إلى اتفاق ملزم قانوناً لكافة الأطراف خلال فعاليات المؤتمر، أو استكمال المفاوضات بين الأطراف لمدة زمنية محددة تتراوح بين 6 شهور وعام كامل. من ناحية أخرى أُعلنت صباح اليوم، خلال فعاليات المؤتمر، مسودة الاتفاقيتين وتنص على إلزام الدول المتقدمة بخفض انبعاثاتها بمعدل 25% بحلول عام 2020، بحيث تكون هذه الاتفاقية هي الأساس الذي ترتكز عليه مفاوضات قادة العالم والمقرر عقدها يومي الخميس والجمعة القادمين. كما تنص المسودة على إلزام الدول المتقدمة بخفض انبعاثاتها بالنسب المقررة في غضون 10 سنوات، بالإضافة إلى إلزام الدول المتقدمة بخفض انبعاثاتها بنسبة 50% بحلول عام 2050 ، ولم تتطرق المسودة لقضيا التمويل والمساعدات التي يجب أن تلتزم بها الدول المتقدمة. وعقب إعلان المسودة اعترضت الدول الصناعية على هذه المسودة باعتبارها لم تتضمن إجراءات قوية لمواجهة ومعالجة مشاكل التغيرات المناخية، وقد اعترضت أيضاً الدول النامية باعتبارها لا تلبي الحد الأدنى من احتياجاتها ومتطلباتها لمواجهة مشكلة الاحتباس الحراري. وقد شهدت جلسة اليوم، اعتراض الوفد الأمريكي معتبراً أن هذه المسودة فشلت في التعامل مع القضايا الخلافية المتعلقة بانبعاثات الكربون بالنسبة للدول النامية. فيما أكد مراقبون أن السبب الرئيسي في عرقلة المفاوضات بين الأطراف المشاركة في المؤتمر، هو رفض الدول الأوروبية أن تدفع وحدها ضريبة مواجهة التغيرات المناخية، وأخطارها، بينما هناك دول أخرى مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية، والتي تعد الأولى على مستوى العالم في حجم انبعاثاتها من غازات الاحتباس الحراري، لم تلتزم طوال السنوات الماضية بأي شيئ تجاه ظاهرة الاحتباس الحراري ولا ترغب في تحمل مسئولياتها في هذا المجال من جانبهم، أكد «ايفودي بوير» رئيس شئون المناخ بالأمم المتحدة، و«كوني ايتجارد» وزيرة المناخ بالدانمارك ورئيسة المؤتمر، في المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم الأحد، أن هناك تقدم في المفاوضات ولكن لا تزال هناك العديد من التحديات وأن الرغبة السياسية وحدها ليست كافية للتوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف، وأن ابرز المشاكل تتمثل في توفير التمويل والتزام الدول الكبرى. من ناحية أخرى اعتقلت الشرطة الدانماركية أكثر من 500 متظاهر خلال المسيرة الحاشدة التي سارت في شوارع كوبنهاجن وتسببت في تعطل المرور.
