منع حرّاس مسلحون من حركة طالبان، أمس، مئات الطالبات من دخول حرم جامعات أفغانية، فور إعلان الحكومة حظر التعليم الجامعى للفتيات، ما يعد ضربة أخرى لحقوق الإنسان فى أفغانستان، حيث أثار القرار الجديد «ردود فعل دولية غاضبة». وأعلن وزير التعليم العالى، ندا محمد نديم، حظر التعليم الجامعى للنساء فى ساعة متأخرة من أمس الأول، قائلا فى رسالة موجهة إلى كل الجامعات الحكومية والخاصة فى أفغانستان: «أبلغكم جميعا بتنفيذ الأمر المذكور بوقف تعليم الإناث حتى إشعار آخر». وعززت الحركة القيود على جميع النواحى التى تطال حياة النساء متجاهلة السخط الدولى، رغم وعودها بحكم «أقل تشددا» لدى استيلائها على السلطة العام الماضى، وفقًا لتقارير إعلامية عالمية، أمس. وشاهد فريق ضم صحفيين من وكالة «فرانس برس» مجموعات من الطالبات اللواتى تجمعن أمام جامعات فى العاصمة «كابول»، حيث منعهن حرّاس مسلحون من الدخول، فيما كانت البوابات مغلقة. فى حين أبدى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، «قلقه العميق»، حسبما ذكر المتحدث باسمه، ستفان دو جاريك، الذى أكد أن الأمين العام يجدد التأكيد على أن الحرمان من التعليم لا ينتهك المساواة فى الحقوق للنساء والفتيات فحسب؛ بل سيكون أثره مدمرًا على مستقبل البلاد. وأدانت «واشنطن» القرار «بأشد العبارات»، وقال وزير الخارجية الأمريكى، أنتونى بلينكن فى بيان: «لا يمكن لطالبان أن تتوقع أن تكون عضوًا شرعيًا فى المجتمع الدولى حتى تحترم حقوق الجميع فى أفغانستان، هذا القرار سيرتب على طالبان عواقب». وأكد البيت الأبيض، أمس، أن الولاياتالمتحدة على اتصال بالحلفاء حول قرار وزارة التعليم العالى الأفغانية التى تديرها حركة طالبان؛ بتعليق دراسة الطالبات فى الجامعات حتى إشعار آخر، وأشارت المتحدث باسم مجلس الأمن القومى، أدريان واتسون فى بيان: «الولاياتالمتحدة تدين قرار طالبان الذى لا يمكن الدفاع عنه بمنع الأفغانيات من تلقى تعليم جامعى». واستنكرت منظمة التعاون الإسلامى، الحظر، واعتبر الأمين العام، حسين إبراهيم طه، أنه «سيسهم بشكل كبير فى تقويض مصداقية الحكومة القائمة»، كما أدانت برلين هذا الحظر، مؤكدة أنها ستطرح المسألة خلال اجتماع مجموعة السبع، وقال مفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، فى بيان: «لنفكر بجميع الطبيبات والمحاميات والمعلمات اللواتى لم أو لن يشاركن فى تنمية هذا البلد».