وقّع المجلس العربى للطفولة والتنمية ومنظمة «يونسيف» والشبكة العربية للمنظمات العربية، 5 اتفاقيات دولية، بإجمالى مليون و200 ألف دولار. وشهد توقيع الاتفاقيات على هامش مؤتمر «إعلام صديق للطفولة»، رئيس برنامج الخليج العربى للتنمية «اجفند»، الأمير عبدالعزيز بن طلال بن عبدالعزيز، والسفيرة هيفاء أبوغزالة، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، إلى جانب عدد من المنظمات المعنية بالطفولة، وعدد من الخبراء، بينهم عبداللطيف المناوى، رئيس تحرير والعضو المنتدب لجريدة «المصرى اليوم»، ومفيد شهاب، أستاذ القانون الدولى. تضمنت الاتفاقيات دعم الأطفال فى دول ذات نزاعات أهلية، بالإضافة إلى دعم أطفال اللاجئين فى مخيم الزعترى بالأردن، بجانب رفع الوعى للحد من أخطار التغير المناخى، والاهتمام بالطفولة المبكرة، وحصلت «المصرى اليوم» على ملخص للاتفاقيات، حيث شملت الأولى، مشروع ضمان الوصول إلى خدمات المياه والصرف الصحى والنظافة فى المخيم، فيما تستهدف الثانية دعم البناء المؤسسى للمجلس العربى للطفولة والتنمية، والعمل على تفعيل نموذج تنشئة الطفل وهو «تربية الأمل» فى البلاد العربية، وذلك فى إطار شراكة فاعلة مع المؤسسات العاملة فى مجال الطفولة المستدامة. والاتفاقية الثالثة نصت على إنشاء مركز تدريب وتنمية القدرات فى مجال الطفولة المبكرة معنى بتنمية قدرات الطفولة، فيما تضمنت الرابعة مشروع تفعيل دور المنظمات الأهلية العربية فى الحد من التغيرات المناخية والتكيف مع تداعيتها، ويهدف هذا المشروع إلى رفع وعى المواطن العربى بالتغيرات المناخية وآليات الحد منها والتكيف مع تداعياتها من خلال بناء قدرات تنموية وتفعيل إسهام المجتمع المدنى، بينما اهتمت الاتفاقية الأخيرة بالبناء المؤسسى للشبكة العربية للمنظمات الأهلية للعام المالى 2022، بهدف دعم التشبيك والتعاون بين المنظمات الأهلية العربية وتعزيز التبادل المعرفى والبيانات حول قضايا المجتمع المدنى. وشهد المؤتمر إطلاق دليل تصحيح المصطلحات والصور الخاطئة المتداولة حول الأطفال بوسائل الإعلام العربى والتوقيع على معاهدة «إعلام صديق الطفولة» بحضور ممثلين المنظمات الدولية وأمين عام المجلس العربى للطفولة والتنمية، الدكتور حسن الببلاوى، والمدير الإقليمى ل«يونيسف»، الدكتورة أديل خضر. ويعد الدليل ضمن مراحل مشروع المرصد الإعلامى لحقوق الطفل العربى الذى ينفذه المجلس العربى للطفولة والتنمية وجامعة الدول العربية وبرنامج الخليج العربى للتنمية «اجفند» لإيجاد آلية للرصد والتحليل ومتابعة المحتوى الإعلامى المعنية بقضايا الطفولة، حيث استغرق العمل عليه 4 سنوات بتطبيق منهجيته فى 4 دول عربية، هى (الإمارات، تونس، لبنان، ومصر) بالشراكة مع المؤسسات الوطنية والإقليمية فى محاولة لضبط اللغة الإعلامية وفق مقاربة حقوقية تنموية، للحد من استخدام مصطلحات وصور خطأ للأطفال تعمق من الصورة السلبية أو تساهم فى انتهاك حقوقهم، بالإضافة إلى إطلاق وثيقة المبادئ المهنية لمعالجة الإعلام العربى لقضايا حقوق الطفل. وفى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»، قال رئيس المجلس العربى للطفولة والتنمية، إن الدليل الذى تم إطلاقه يوجد به أحد المحاور الخاصة بتبنى فكرة المتابعة، وتحديد آلية الرصد لمن يستعين به، والمبادئ المحددة المهنية إعلامياً، وهو مهم جدا ولا يمكن تنفيذه دون الإعلاميين والخبراء لترشيد الإعلام. وأوضحت المدير الإقليمى ل«يونيسف» فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن «الشرق الأوسط» منطقة متنوعة تمر بها ظروف صعبة، حيث يعيش أطفال 7 دول بظروف نزاعات، لذا يجب العمل على حمايتهم عن طريق تعليمهم، غير أن هناك دولًا نامية لدى الأطفال فرصة للتعليم والاطلاع على وسائل الإنترنت، ويحتاجون فقط إعطاء الفرصة والحق فى الاختيار. المدير التنفيذى لبرامج الخليج العربى للتنمية «اجفند»، ناصر القحطانى، تابع: «75٪ من أطفالنا فى المنطقة العربية لا يحصلون على التعليم الأساسى والابتدائى رغم أن الاتفاقيات الدولية تنص على أن التعليم ما قبل المدرسة والتعليم الابتدائى إلزامى، والتحدى أمام المنظمات الدولية اليوم هو الاهتمام بالطفولة المبكرة التى لا تهتم بها خطط التنمية.. فالاستثمار الحقيقى للدول هو الاهتمام بالمرحلة ما قبل المدرسة والاهتمام بالعقول والاهتمام بالعلوم والرياضيات». وأشار الأمين العام للمجلس العربى للطفولة والتنمية إلى أن النسق الثقافى للإعلام والتعليم فى الوطن العربى أساس المشكلة التى يمر بها الأطفال العرب، فالعلم والتكنولوجيا لم يصبحا من المفردات الأساسية الكامنة فى عقل المواطن العربى، حتى إن وثيقة التنمية المستدامة لم تشر إلى الثقافة بشكل كبير. وأوضح عبداللطيف المناوى أن هناك تزاحما فى الإعلام العربى وأجواء عامة لا تعطى الفرصة للإعلام أن يمارس دوره بشكل جيد. وأضاف أن المكتبة العربية لديها من الأدلة والدراسات والمراجع الكثير، لكن التحدى فى كيفية تفعيل هذه الدراسات، وهو من أبرز تحديات المجلس فى المرحلة المقبلة، بالإضافة إلى كيفية نشر هذه الأفكار لوسائل الإعلام.