تشتهر محافظة القليوبية بمناحل عسل النحل، حيث يتم جنى العسل من المناحل مرتين سنويا، الأولى في شهر إبريل، ويطلق عليها قطفة زهور البرتقال، والثانية في شهر يونيو، وتعرف بقطفة البرسيم، وهى الأعلى قيمة غذائية بالنسبة للمستهلك- حسب خبراء العسل. «المصرى اليوم» عاشت يوما داخل أحد مناحل القليوبية، لمتابعة «قطفة البرسيم»، وتبدأ في الأسبوع الثانى من شهر يونيو. يقول سالم أبوليلة «نحال»: «قبل فتح الخلية يتم تقسيم العمل بين الفريق داخل المنحل، بحيث يتم تجهيز (المٌدخن) وهو شخص يصدر كمية كبيرة من الدخان، عن طريق إشعال الخيش، لإبعاد النحل عن الخلية، ثم يرتدى العاملون أدوات الحماية من لدغات النحل (واقى النحل)، وقفازات، وحذاء يغطى كامل القدم، فيما يتولى شخص آخر رفع (البراويز)، من الخلايا، لإعادتها مرة أخرى، بعد انتهاء القطف، ويتولى ثالث يجلس بغرفة الفرز، (غرفة شبه مظلمة)، ذات إضاءة ضعيفة، لطرد النحل، ويفتح العيون التي تحتضن العسل بالبراويز، بواسطة سكين، تمهيدا للقطف، ثم يتولى شخص رابع (الفراز) وضع العيون بداخلها، ويبدأ في تدويرها عدة لفات بسرعات محددة حتى يتسرب العسل من العيون إلى أسفل الفراز. وعقب الانتهاء يتم تفريغ «الفراز» من العسل في جراكن بلاستيكية، تمهيدا لنقلها إلى مرحلة التصفية، بواسطة شاش لفصل الشوائب، وفى المرحلة الأخيرة تتم تعبئته في برطمانات لنقلها إلى المشترى. وأشار «أبوليلة» إلى أن تلك المراحل لابد أن تكون في فترة الظهيرة حتى العصر، ليكون العسل في حالة سائلة، لسهولة خروجه من العيون. وعن التفرقة بين العسل الأصلى والمغشوش يقول شريف إسماعيل «نحال»: «على المواطن أن يشترى من مصدر موثوق، ولمواجهة الغش في العسل عليه تذوق العسل، لأنه من خلال الطعم يستطيع أن يفرق بين الأصلى والمغشوش. وأشار «أبوليلة» إلى أن جنى العسل له موسمان سنويا، القطفة الأولى في فصل الصيف، خلال شهر إبريل، عقب شم النسيم، حيث يتغذى النحل على زهرة البرتقال، ويكون العسل في تلك القطفة متوفرا، نظرا لأن القليوبية من المحافظات المشهورة بأشجار الموالح، ويتوفر فيها العسل بكميات كبيرة، والقفطة الثانية في شهر يونيو، وتسمى ب«قطفة البرسيم»، ويتغذى فيها النحل على زهرة البرسيم، ولفت إلى أن الأخيرة أعلى قيمة غذائية من الأولى وتمتاز باحتوائها على رحيق بكمية كبيرة ولونه يكون أصفر ومائلا للون البرتقالى. وأضاف «أبوليلة» أن القليوبية، منذ 15 عاما، كان فيها قطفة القطن، عندما كانت مشهورة بزراعته، فكان النحل يتغذى على زهرة القطن، وكنا نجنى قطفة ثالثة تسمى قطفة لوزة القطن، في شهر أغسطس، وهى ومن القطفات ذات القيمة الغذائية العالية لاحتوائها على الكالسيوم المفيد للأطفال، ولكن بعد إحجام الفلاحين عن زراعة هذا المحصول أصبحنا نقطف مرتين سنويا. وقال الدكتور الحسينى نوار، أستاذ مساعد النحل والحشرات بكلية الزراعة بمشتهر جامعة بنها، إن محافظة القليوبية يوجد بها مناحل كثيرة، وللأسف لا يوجد حصر بها، أو حصر لعدد المناحل على مستوى الجمهورية، موضحا أن الإحصائيات كلها أرقام مغلوطة، مطالبا بتبنى مشروع بحثى لإنتاج هجين من النحل ثابت، يلائم الظروف والأجواء في مصر وتوفير السكر للنحال، مثل ما يتم توفيره لمصانع الحلويات. وأشار «نوار» إلى أن عسل النحل منتج من بين 6 منتجات يقدمها النحل، منها العسل وخبز النحل والبروبوليس وسم النحل وشمع النحل والغذاء الملكى، مؤكدا دور النحل في تلقيح المحاصيل والحفاظ على الأصول الوراثية للنباتات والغذاء للإنسان، مشيرا إلى مقولة أينشتاين (أنه في حالة اختفاء النحل من على سطح الأرض بأربع سنوات لن تكون هناك حياة على الأرض). وحذر «نوار» أصحاب المناحل من الإفراط في استخدام المبيدات الأكاروسية بدون وعى لمكافحة مرض «الفاروة»، لأن الاستخدام العشوائى للمبيدات يصيب النحل بالأمراض وله متبقيات سامة في النحل ومنتجاته. وقال «نوار»: يوجد في القليوبية قطفتان لعسل النحل، الأولى قطفة الموالح ويتغذى النحل فيها على زهرة الموالح، والثانية في منتصف شهر يونيو وتسمى قطفة النوارة أو قطفة البرسيم، وقيمتها الغذائية أعلى من الأولى، لأن عسل الموالح يكون فيه حبوب اللقاح أقل، لأن معظم البرتقال المنزرع في القليوبية من نوع «أبوسرة» ولا ينتج حبوب لقاح، بالتالى عسل الموالح يكون خفيفا في حبوب اللقاح، أما عسل البرسيم فيكون به حبوب لقاح أعلى لأن زهرة البرسيم تنتج حبوب لقاح كثيرة، فنجد أن كمية حبوب اللقاح كثيرة في العسل وبها نسبة عالية من البروتين تصل إلى 30 %.
