حاملا على ظهره أدوات حديدية يتجاوز وزنها 25 كيلو جرام، يجوب الحاج عبدالنبي الشناوي حسان، أقدم سنان سكاكين في مصر والبالغ من العمر 95 عاما شوارع وأحياء محافظة السويس وظهيرها الريفي بشكل يومي؛ ساعيا وراء لقمة عيشه، خاصة أنه لا يحظي بأى نوع من المعاشات أو الرعاية الصحية. عبدالنبي الشناوي حسان من مواليد قرية الجعفرية، إحدى القري التابعة لمركز السنطة التابعة لمحافظة الغربية في الثاني عشر من سبتمبر عام 1933 عاصر الحرب العالمية الثانية.. قائلا «لكل سكينة حكاية وحكايتي بدأت مع هذه المهنة قبيل فترة العدوان الثلاثي على مصر مع إحدى الصنايعية»، حيث جاء إلى السويس بصحبة والدته وانضم إلى صفوف المقاومة الشعبية وظل موجود بالسويس خلال فترة التهجير وفترة حصار 101 يوم. وعلى الرغم من تقدمه في السن يرفض «شيخ السنانين» في عقده التاسع الاستسلام للشيخوخة كما فعل مع العدو من قبل ويثبت أن العمر مجرد رقم لا أكثر، حيث يبدأ يومه في تمام الساعة السابعة صباحا ولمدة تصل إلى أكثر من 16 ساعة يجوب حسان شوارع المدينة الباسلة مناديا على الزبائن بصوت رخيم يألفه الجميع منذ عشرات السنين، مضيفا «مش بدقق مع الزبائن وبرضي بالقليل». وقال حسان «للمصري اليوم» إنه مازال مستمرا في العمل بتلك المهنة حاملا على كتفه عجلة العمل والتي صنعها بنفسه منذ أكثر من 75 عام إلى أخر يوم في حياته، مشيرا إلى أنه يعتمد على زراعه ورجله فقط في العمل ولا يريد أن يكون عبأ على أبنائه، فكل واحد منهما مشغول ببيته وأولاده «عيالي على باب الله وعندهم هموم ومش عاوز أكون حمل على حد». وأضاف حسان والدموع تملأ عيناه في نهاية حديثه، «حلمي في رحلة حج وازور بيت الله الحرام ونفسي أفتح كشك اليومين اللي فاضلين في حياتي ويكون عندي عجلة تعمل بالكهرباء»، مناشدا محافظ السويس بضرورة التدخل العاجل لتوفير معاش بسيط من وزارة التضامن الاجتماعي، خاصة وأنه لا يمتلك أي نوع من الأوراق التي تثبت أحقيته في الحصول على أبسط حقوقه وحقوق زوجته التي تقيم معه لما أنه من محافظة أخرى لكنه جاء ليعمل في السويس منذ أكثر من خمسين عاما.
