رصدت الساعة السكانية في مصر، وصول عدد السكان، الثلاثاء، 22 مارس 2022، إلى 103 ملايين نسمة و120 ألف، وكان عدد سكان مصر قد سجل 103 ملايين نسمة في 22 فبراير الماضي، مما يعني زيادة 120 ألف نسمة في الشهر الأخير. أما عن التوقعات المستقبلية، قال الدكتور عمرو حسن، مقرر المجلس القومي للسكان السابق وأستاذ مساعد النساء والتوليد بجامعة القاهرة، في تصريحات له، الثلاثاء، إن المد السكاني قد هزم كل تنبؤات وتقديرات المتنبئين، ولا نكاد نعرف تقديرًا أو إسقاطًا للسكان في مصر وتخطاه النمو الفعلي، وأحيانًا بصورة صارخة، ولكن التنبؤات الأخيرة طبقا لمكتب المرجع السكاني Poulation Reference Bureau 2018 تشير إلى أنه في الفترة من 2018 إلى 2050، عدد السكان في مصر سوف يزيد ب69.5 مليون نسمة، وسوف تكون مصر سابع أعلى دولة في العالم يتحقق بها زيادة سكانية في الفترة من 2018 إلى 2050، وسيقفز ترتيب مصر على مستوى العالم من حيث عدد السكان من المركز ال14 إلى المركز ال11. وتابع مقرر المجلس القومي للسكان السابق أنه «دعونا نتفق أولًا على مبدأ أننا ننظر إلى السكان في مصر باعتبارهم أحد عناصر القوة الشاملة للدولة، ولكن هذا المبدأ ليس مطلقاً ولكنه مشروط بألا تتعدى معدلات الزيادة السكانية قدرة الدولة على توفير الخدمات الأساسية بالجودة المناسبة، وعلى ألا تؤثر معدلات الزيادة السكانية على متوسط نصيب الفرد من الموارد الطبيعية، لاسيما المياه والطاقة والأرض الزراعية، وعلى أن تتناسب معدلات الزيادة السكانية مع قدرة الاقتصاد الوطني في تحقيق مستوى مرتفع من التنمية البشرية، وتحقيق خفض في معدلات البطالة». وأضاف «حسن»، لكى نرتقى بنوعية حياة المواطن المصري لابد من خفض معدلات الزيادة السكانية لإحداث التوازن المفقود بين معدلات النمو الاقتصادي ومعدلات النمو السكاني. وأكد المقرر السابق للمجلس القومي للسكان، أن استمرار مستويات النمو السكانى على مستوياتها الحالية سيؤدي إلى تراجع العائد من جهود التنمية وبشكل أكثر تحديدًا، فإن نصيب الفرد من الإنفاق على الصحة والتعليم والإسكان والنقل والمواصلات ونصيبه من الأرض الزراعية والمياه والطاقة بأنواعها سيتراجع، كما أن هذه الزيادة الكبيرة في عدد السكان ستصعب عملية الحد من البطالة والأمية والاكتفاء الغذائى، ومن ثم فإن استمرار معدلات الإنجاب المرتفعة لن يؤثر مستقبلا فحسب على نوعية الحياة، وإنما سيشكل أيضاً تهديداً للأمن القومى المصرى. وأشار إلى إن الشعب المصرى بقدر ماهو شعب قديم تاريخيا، إلا انه شعبا شابا للغاية بيولوجيا ذلك بحكم ارتفاع معدل المواليد، وذلك أيضا على العكس من كثير من شعوب أوروبا من ناحية أخرى، فعلى سبيل المثال الزيادة السكانية السنوية في دولة مثل سويسرا تقارب 9500 نسمة فقط هذا الرقم مصر تحققه في 48 ساعة فقط، هذا يعنى أن الزيادة السكانية في مصر في اخر شهر فقط يساوي الزيادة السكانية التي سوف تحققه سويسرا لمدة 12 سنة قادمة. جدير بالذكر أن الحكومة المصرية قد أطلقت المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية يوم 28 فبراير 2022، بحضور رئيس الجمهورية، ويعد إطلاق هذا المشروع فرصة تاريخية لإغلاق ملف الزيادة السكانية وهو الملف الذي يؤرق كل الحكومات السابقة منذ عام 1965 وحتى عامنا الحالي 2022، أي أن هذا الملف مفتوح منذ 57 عامًا.