يحتفل العالم باليوم العالمي للنوم، في 15 من مارس من كل عام، وهو حدث سنوي يهدف للتذكير بفوائد النوم الجيد والصحي، ولشد انتباه الناس لمشكلات اضطرابات النوم، وتنظمه الرابطة العالمية للنوم التي أسسها الاتحاد العالمي لطب النوم وفيدرالية النوم الدولية. وفي التالي تستعرض «المصري اليوم» أهمية النوم، ومخاطر عدم الحصول على القسط الكافس من النوم. أهمية النوم.. فوائد صحة عديدة يساعد الحصول على قسط كافي ممن النوم على تعزيز صحة الجسم بشكل عام، وصحة العقل على وجه التحديد؛ حيث أن النوم يساعد على الوقاية من الإصابة بالأمراض المختلفة، بالإضافة إلى أنه يساعد على تعزيز الذاكرة ويزيد من التركيز، ويساعد على الوقاية من الإصابة بمرض الزهايمر وهذا بناءا على دراسة قامت بها جامعة Western Ontario في لندن والتي أثبتت أن قلة النوم تؤثر بشكل كبير على صحة الدماغ للإنسان، وكما أوضح الدكتور كونور وايلد بنفس الجامعة أن النوم لفترة قليلة يؤدي إلى تراجع الإدراك مع التقدم في العمر، ويرجع هذا لأن أثناء فترة النوم يكون الدماغ في حالة من الإسترخاء في السائل الدماغي النخاعي مما يقوي صحة الدماغ خلال فترة الإستيقاظ، وفيما يلي أهمية النوم لصحة الجسم وحماية العقل. فوائد النوم لصحة الجسم.. التقليل من زيادة الوزن هناك علاقة وطيدة بين النوم بشكل غير منتظم وزيادة الوزن حيث أن قلة النوم وراء زيادة وزنك، وهناك الكثير من الدراسات التي أثبتت أن أنماط النوم السيئة لها تأثير على السمنة حيث أن قلة النوم تؤثر على قدرة الشخص على الحفاظ على نمط حياة صحي، مما قد يؤثر على الزيادة في الوزن حيث أشارت دراسة في الأكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدةالأمريكية أن نمط النوم يؤثر بشكل كبير على الهرمونات المسؤولة عن الشهية. الوقاية من أمراض القلب وفقا لما ذكره مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن من أهم عوامل الإصابة بمرض القلب هو إرتفاع معدل ضغط الدم، وأن الحصول على قسط كافي من النوم خلال فترة الليل يساعد على تنظيم ضغط الدم بشكل جيد مما يساعد على التقليل من الإصابة بالأمراض القلبية المختلفة التي من الممكن أن يتعرض إليها الإنسان. يقلل من التهاب المفاصل كذلك يساعد النوم بالشكل الجيد لمدة لا تقل عن الثمان ساعات يوميا على التقليل من الإلتهابات التي توجد بالجسم، ومنها الإلتهابات التي تصيب الجهاز الهضمي وأمراض الأمعاء الإلتهابية، ولهذا فإنه من المهم الحصول على معدل نوم سليم خلال فترة الليل حيث أنه يقلل أيضا من الالتهابات المسببة لأمراض القلب والسكتة الدماغية، فضلا على أن النوم الجيد يقلل من الإصابة بإلتهاب المفاصل. تعزيز المناعة النوم الجيد يساعد على تقوية الجهاز المناعي بشكل كبير والعمل على محاربة العدوى الناتجة عن الجراثيم بمختلف أنواعها ويحارب نمو الخلايا السرطانية بالجسم، والجدير بالذكر أن الأبحاث أثبتت أن النوم لفترة قليلة خلال اليوم يعرض الأشخاص لنزلات البرد مقارنة بالأشخاص اللذين ينامون لمدة 8 ساعات يوميا بشكل منتظم خلال فترة الليل. فوائد النوم لصحة العقل.. يقلل الشعور بالغضب والاكتئاب النوم يساعد على تحسين الذاكرة مما يقلل من الإصابة بالزهايمر والخرف، وأيضًا تحسين الحالة المزاجية حيث أن النوم يؤدي إلى تعديل الحالة المزاجية نحو الأفضل مما يساعد على أداء الأعمال وزيادة الإنتاجية خلال فترة النهار، كما يساعد في التخلص من التوتر والقلق حيث أن قلة النوم يعرض الإنسان إلى الإصابة بالأعراض الإكتئابية، غير أن النوم النوم الجيد يساعد على التخلص من الأفكار السلبية والشعور بالغضب. زيادة قدرة الدماغ على الحفظ والإستيعاب، ولهذا يجب أن يحصل الطلاب على معدل النوم السليم خلال فترة الليل. قلة النوم ترتبط بمخاطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب على الجانب الآخر، يرتبط عدم الحصول على القسك الكافي من النوم بمجموعة من المخاط؛ إذ ذكرت ذكرت دراسة كورية أن الأشخاص الذين ينامون أقل من ست ساعات يوميا ربما يكونون أكثر عرضة لعوامل تزيد من احتمالات إصابتهم بالسكري وأمراض القلب والجلطات الدماغية. وتسمى هذه المجموعة من العوامل «متلازمة الأيض»، وتشمل ارتفاع معدلات سكر الدم والكوليسترول وزيادة الدهون حول الخصر وارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة الدهون في الدم.وقال الدكتور جانج يونج كيم، الذي قاد فريق الدراسة، وهو من جامعة يونسي في كوريا الجنوبية: «يجب على مَن ينامون فترات قصيرة أن يدركوا مخاطر الإصابة بمتلازمة الأيض، التي قد تؤدي لإصابتهم بأمراض مزمنة وتهدد أرواحهم». وتتبع فريق كيم نحو 2600 بالغ لأكثر من عامين، ووجدوا أن المشاركين الذين لم يحصلوا على ست ساعات من النوم على الأقل في الليلة أكثر عرضة بنسبة 41 بالمائة للإصابة ب«متلازمة الأيض» مقارنة بمَن ينامون فترة تتراوح بين ست وثماني ساعات. وتم استخلاص النتائج من دراستين مسحيتين عن نمط الحياة شملتا أسئلة عن عادات النوم. وتم إجراؤهما في الفترة من 2005 إلى 2008 وفي الفترة من 2008 حتى 2011، كما خضع المشاركون لفحوص طبية، وقدموا معلومات عن تاريخهم الصحي. وفقا للنتائج التي نُشرت في دورية «سليب»، فقد تبين بعد متابعة للمشاركين لمدة 2.6 سنة أن نحو 560 شخصا أو 22 في المائة من المشاركين أُصيبوا بمتلازمة الأيض. وارتبطت قلة فترة النوم بزيادة خطر الإصابة بارتفاع معدلات سكر الدم وزيادة الدهون في منطقة البطن بنسبة 30 في المائة وبزيادة 56 في المائة في مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم مقارنة بمَن ينامون فترات أطول. ويقر الباحثون أن من عيوب الدراسة اعتمادها على المشاركين في الحديث عن عادات نومهم ونمط حياتهم وظروفهم الصحية بدقة، كما أنها تفتقر لبيانات عن جودة النوم، لكن كريستن نوتسون، الباحثة المتخصصة في النوم في جامعة شيكاجو، وهي لم تشارك في الدراسة، ترى مع ذلك أن نتائج البحث تتسق مع دراسات أخرى وجدت صلة بين عدد ساعات النوم وأمراض القلب ومتلازمة الأيض. قلة النوم تسبب زيادة الوزن كشف علماء أن الأشخاص الذين لا يحصلون على قسطٍ كافٍ من النوم ليلا من المرجح أن يتناولوا كميات أكثر من الطعام خلال النهار، واكتشف باحثون بريطانيون أن الحرمان من النوم يمكن أن يرتبط بتناول 385 من السعرات الحرارية الإضافية يوميا، وهو ما يكفي لاكتساب مزيد من الوزن، لأن الناس يأكلون طعاما أكثر دهونا وبروتينات.وأشار الباحثون، وفقا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية، إلى أنه على الرغم من أن هؤلاء الأشخاص يقضون المزيد من الوقت وهم مستيقظون، فإنهم لا يمارسون المزيد من النشاط البدني أكثر من الأشخاص الذين ينامون طوال ساعات الليل ولا تحرق أجسامهم المزيد من السعرات الحرارية. وأضاف الباحثون بكلية كينجز لندن أن الحصول على قدر ضئيل من النوم يؤثر على هرمونات الجسم، وهو ما يعني أن الأشخاص يصبحون بحاجة إلى تناول المزيد من الطعام ليشعروا بالشبع. وخلص فريق البحث إلى أن الأشخاص المحرومين من النوم- الذين ينامون لأقل من خمس ساعات ونصف الساعة ليلا- يستهلكون متوسط 385 سعرا حراريا يوميا أكثر من هؤلاء الذين ينامون أكثر من سبع ساعات ليلا. قلة النوم تجعلك غير محبوب العيون المنتخفة والوجه الشاحب من الأعراض التقليدية التي تظهر علينا بعد ليلة لم نحصل فيها على ساعات نوم كافية، لكن دراسة حديثة ربطت قلة النوم بالجاذبية ورغبة الناس في الاقتراب والتعامل مع شخص ما.من ينام قليلا لا يبدو في مظهر جيد. هذا الأمر ربما يعرفه معظم الناس بخبرتهم الخاصة. لكن نقص النوم له "أعراض جانبية" أخرى مختلفة تماما، حيث كشفت دراسة حديثة أن الناس لا يفضلون التعامل مع الأشخاص الذين يبدو عليهم أنهم لم يأخذوا قسطا كافيا من النوم. وفي دورية "أوبن ساينس" للجمعية الملكية البريطانية، رجح باحثون أن سبب تجنب هؤلاء الأشخاص للناعسين بصورة لا شعورية هو الرغبة في حماية أنفسهم من الإصابة بأمراض معدية على سبيل المثال. وكان الباحثون بقيادة تينا سوندلين من معهد كارلولينسكا في العاصمة السويدية ستوكهولم أثبتوا قبل بضع سنوات أن الأشخاص الذين يظلون مستيقظين لفترة طويلة (31 ساعة) عقب ليلة نوم قصيرة يُنظر إليهم على أنهم غير جذابين وغير أصحاء ومجهدون. وفي دراستهم الحديثة أراد الباحثون معرفة إلى أي مدى يؤثر نقص النوم على التفاعل الخارجي للأفراد. وطلب الباحثون من 25 فردا من الأصحاء القدوم لجلسة تصوير مرة عقب ليلتين ناموا خلالهما لمدة ثماني ساعات ومرة بعد ليلتين متتاليتين ناموا خلالهما لمدة أربع ساعات فقط. وأوضح الباحثون أن هذا النقص الجزئي في النوم معتاد في الحياة اليومية أكثر من الحرمان التام من النوم. وبعد ذلك طلب الباحثون من 122 شخصا تقييم تعبيرات وجه أفراد العينة في الصور وذلك من خلال ذكرهم إلى أي مدى يرون أفراد العينة جذابين وأصحاء وجديرين بالثقة، وما إذا كانوا يرغبون في قضاء وقت معهم. وتبين من خلال التقييم أن الأشخاص الذين لم يأخذوا قسطا كافيا من النوم لم يكونوا محبوبين، حيث رغب المقيّمون في قضاء وقت أقل بصورة واضحة معهم مقارنة بعينة الأفراد الذين أخذوا قسطا كافيا من النوم. كما تم تقييم الأشخاص الذين بدا على ملامحهم الإنهاك جراء قلة النوم على أنهم أقل جاذبية وصحة ويغلب النعاس عليهم. تأثير على الحياة الاجتماعية ولم يجد الباحثون أي فوارق في التقييم فيما يتعلق فقط بالجدارة بالثقة. ويرجح العلماء أن نقص الرغبة في الانخراط المجتمعي لدى الأشخاص المنهكين من قلة النوم ربما يكون نوعا من حماية النفس، حيث من المعروف أن الإنهاك يزيد من خطر التعرض للحوادث، كما أن هناك أمراضا ترتبط كثيرا بنقص النوم أو بوادره. وبحسب الباحثين، فإن الانعزال من الممكن أن يكون مؤلما شعوريا للغاية وله عواقب وخيمة بالنسبة لكائن اجتماعي مثل الإنسان. وذكر الباحثون أنه لا يزال هناك حاجة إلى دراسة ما إذا كان نقص النوم يؤدي فعلا إلى تهميش الأشخاص المنهكين في الحياة اليومية. ويرجح الباحثون أن المنهكين أنفسهم لا يولون قيمة كبيرة للانخراط المجتمعي بسبب رغبتهم المنحصرة في النوم والحصول على قسط من الراحة. وكان بحث أجرته شركة التأمين الصحي الألمانية "دي إيه كيه" أظهر مؤخرا إلى أي مدى تنتشر اضطرابات النوم بين الألمان، حيث ذكر 80% من الموظفين الذين شملهم الاستطلاع أنهم يعانون من مشكلات النوم. وأشار البحث بعنوان "ألمانيا تعاني قلة النوم - مشكلة مستهان بها" إلى أن عواقب ذلك تتمثل في الشعور بالإنهاك وعدم التركيز خلال العمل وارتفاع عدد أيام غياب الموظفين، بالإضافة إلى تزايد خطورة سوء استخدام الأدوية. تجدر الإشارة إلى أن أضرار نقص النوم المتواصل على الصحة معروفة على نحو كاف، حيث أظهرت دراسات متنوعة أنه يزيد خطورة الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري لها مضاعفات سلبية على مناعة مريض السرطان وفق تصريحات إعلامية للدكتور أحمد حسن، استشاري علاج الأورام بطب عين شمس، إن مناعة مريض السرطان أضعف من الإنسان الطبيعي، لأن السرطان يؤثر بشكل سلبي على المناعة. وأضاف «حسن»، خلال مداخلة حواره عبر تطبيق زوم مع الإعلاميتان أمينة مهدي وإيناس الليثي، ببرنامج «صحتك بالدنيا»، مساء السبت، أن العلاج الكيماوي والإشعاعي يؤثر على كرات الدم البيضاء، كما أن سوء التغذية تؤثر أيضا على المناعة، خاصة أن مريض السرطان يكون غير قادر على تناول الطعام بشكل جيد، كما أن قلة النوم لها مضاعفات سلبية على الجهاز المناعي بالنسبة لمريض السرطان. وتابع أن أعراض فيروس كورونا لمريض السرطان هي نفسها التي تظهر لدى المريض العادي عند الإصابة، وتتمثل في فقدان حاسة التذوق والشم، والكحة وارتفاع درجة الحرارة، ولكن أحيانًا تظهر أعراض جديدة لمريض السرطان بسبب تلاقيه الكثير من العلاجات الاخرى، فتحدث حيرة بسبب ذلك لدى الطبيب المعالج. وذكر أن المتعافين من السرطان يعودون إلى حياتهم الطبيعية بشكل تدريجي، خاصة ان عودة المناعة إلى طبيعتهم تأخذ وقت طويل، ولكنها تعود مع مرور الوقت إلى شكلها الطبيعي. وأضاف «حسن»، أن الأولوية للحصول على لقاح كورونا في العالم أجمع هي القائمين على الرعاية الصحية، ومن ثم مرضى السرطان. وطالب استشاري علاج الأورام بطب عين شمس، أي شخص متى توفرت له الفرضة للحصول على للقاح فيروس كورونا أن يأخذه على الفور دون تردد.قلة النوم تؤثر بالسلب على الذاكرة حذر فريق من الباحثين أن ليلة نوم سيئة واحدة قد تعرضك للكثير من المتاعب الصحية، بل قد تؤثر سلبًا على مستوى كفاءة الذاكرة واستعادة الأحداث، وهو ما يمثل مشكلة حقيقية، خاصة بين شهود العيان في الجرائم الذين يتم استدعاؤهم فيها للشهادة في القضايا الجنائية المهمة. فقد لاحظت الدراسة التي نشرت في مجلة «العلوم النفسية» على الإنترنت، وشارك فيها عدد ممن يعانون مشكلات في النوم، أنهم كانوا أكثر عرضة للمعاناة من مشكلات في كفاءة الذاكرة، فضلاً عن إخفاقهم في تذكر بعض التفاصيل الدقيقة المهمة واللازمة في شهاداتهم أمام المحاكم. وشدد الباحثون بجامعة «ميتشيجان» الأمريكية على أن الذاكرة المشوهة يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة في مجالات مثل العدالة الجنائية. وقال الباحثون إن الأشخاص الذين يحصلون على أقل من سبع ساعات نوم متواصل لديهم مشكلات في مستوى الذاكرة بصورة كبيرة.
